ﻣﻌاﻨﺎﺓ صناعة ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ!!
عندما تريد امة من الامم وشعبا من الشعوب صناعة المستقبل فانها تبدأ من التعليم وجودته، لتضمن النتائج الحقيقة لمستقبلها ، فالتعليم هو مفتاح المستقبل ومصباح علاء الدين السحري وخاتم سليمان وعصى موسى وبساط الريح وهو القوة الحقيقة لمن اراد النهوض. بلدنا التي مازالت تعاني من تراكم التخلف منذ عقود لن تستطيع كسر اغلال التخلف الا بالعلم وحده ول تستطيع الرؤية في غياهب الظلمات التي تعيشها الا به.
مازال الوقت مبكرا لنتحدث عن رسم خريطة التعليم الشاملة للبلد بسبب ظروف المرحلة الانتقالية والتي لا يستطيع احد ان يقدم فيها شيئا لان كل الاطراف مازالت تشك في بعضها ،وليس هناك برنامجا واضحا لاحد ،ومازالت القضايا السخيفة تدرج في قوائم لجنة الحوار الوطني والتي كنا نطمح ان تناقش الاساسيات واذا بها تضع من الحبة قبة وتختلق قضايا لا علاقة لها بالواقع كزواج الصغيرات وايضا هناك من يلوح بقضية اسخف من سابقتها وهي "حقوق المثليين جنسيا" وهنا نسجل نقطة اعتراض كبيرة على النخب المنفوخة او القرب المخزوقة او سموها ماشئتم ،فمازالوا في بروجهم العاجية تتحكم بهم الاهواء والعواطف والغرائز.
الليلة زرت مبنى الملحقية الثقافية في كوالالمبور التقيت باوائل الطلاب في المحافظات اليمنية للاعوام السابقة والذين تم منحهم منح تبادل ثقافي الى بلد لا تعترف بالتبادل الثقافي ،وليس هناك مثل هذا المسمى في قوائم جامعاتها ومؤسساتها التعليمة الاستثمارية والحكومية وهي ليست مشكلتهم وانما مشكلة بلدنا التي اخطأت الطريق بهذا الابتعاث ، الجامعات تريد رسوم المقاعد الدراسة وتهدد طلابنا المتميزيين بالفصل وايقافهم عن الدراسة، فهي لا تؤمن بوعود السفارة والملحقية ولا بالضمانات المكتوبة وانما بالشيكات المدفوعة ، ما يقرب من 64 طالبا هنا يعانون من نفس المعاناة ،وكانت المحقية قد خاطبت الوزارة بتحويل رسوم لطلاب التبادل الثقافي وتفهمت الوازارة لكن المالية مازالت غير موافقة او ان الموافقة ستتاخر ،وكل هذا يؤثر على وضع الطلاب المتميزين دراسيا وعلى مستقبلهم وعلى نفسياتهم خاصة عندما تتعامل معاهم جامعاتهم بنوع من الرسمية وترى انهم صاروا مشكلة لها .
اوائل الطلاب ينامون الليلة على البلاط في الملحقية لعل رسالتهم تصل الى وزارة التعليم العالي وتحل مشكلتهم وحرمانهم من مواصلة الدراسة ، ليس سهلا علينا ان نرى مستقبلنا الحقيقي ينام على البلاط فهذه انتكاسة لها ما بعدها من تاثير ونامل ان تحل المشكلة باسرع وقت وان يتم تدارك المستقبل ووضع الحلول اللازمة ان كنا فعلا نهتم بهذا المستقبل.