إرحبي يا جنازة جنيف
حلقات طويلة من مسلسل الحوار اليمني مستمرة منذ العام 2011 لم تفضي إلى نتيجة، باستثناء تلك التي أفضت إلى المبادرة الخليجية ولم تطبق بشكل كامل حتى الآن وتم التحايل عليها، لذا فتجربة اليمن مع الحوار يمكن أن نقول أنها فاشلة حتى الآن.
كما أن حوار اليمنيين في عام 94 لم يفضي إلى نتيجة وتم حسم المعركة عسكرياً بغض النظر عن تلك الحرب، فليس من المتوقع ايضاً أن تحسم الأزمة اليمنية الراهنة الا بقوة بالسلاح لإنهاء التمرد والإنقلاب بل والثورة المضادة لثورة 26 سبتمبر.
ما يحدث من حراك سياسي هذه الأيام وإعلان الأمم المتحدة دعوة الأطراف اليمنية إلى جنيف للتحاور ومسارعة الحوثيين إلى الموافقة كونها دولة محايدة حد تعبيرهم لن يكون الإ حلقة آخرى من حلقات التفاوض، التي لن تفضي إلى نتيجة ولن تغير شيئاً على أرض الواقع وستسمر المعارك.
جماعة الحوثي والرئيس المخلوع بالتأكيد سيذهبون إلى جنيف للمطالبة بوقف الغارات الجوية ضدهم ليتسنى لهم سحق المقاومة على الأرض، بينما ستذهب القوى الموالية للشرعية لتطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 ودوامة جديدة من دوامات الحوار.
مؤتمر جنيف لن يكون الا مماثلاً لحوارات سبقته ولن يفضي إلى نتيجة على الأقل هذا ما هو واضح الآن، وللأسف لا طرف من الأطراف يمكن أن يرفض الحضور إلى حوار في جنيف دعت إليه الأمم المتحدة ولكن يجب على القوى الموالية للشرعة أن تكون حذرة في طريقة تمثيلها وأن تكون على قدر عالي من الذكاء والمناورة وأن تشترط تحديد سقف زمني للمؤتمر فهو جاء لإنقاذ إيران وحلفاءها الحوثيين، ومن غير المجدي أن تدخل القوى الموالية للشرعية في حوار ذو سقف زمني مفتوح وعليها أن تصر على تنفيذ قرار مجلس الأمن الملزم لكل الأطراف قبل أي تحركات آخرى ومخرجات حوار جديد.
وبالتالي مؤتمر جنيف ليس سوى جنازة لا أكثر رغم أنه لم ينطلق بعد و"إرحبي يا جنازة فوق الأموات".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها