الخطيئة التي تحولت الى " قناص " ؟
التاريخ امام امتحان صعب
ومن المؤكد أنه سينجح في توثيق
ما يجري بتعز الان
غير انه بحاجة الى معجزة لتلافي
الفشل في تصوير حجم الوحشية
في مشهد المذبحة التي تتعرض
المدينة.
وكنت قد حملت نفسي
الى الفراش ليلة الامس
تاركا طعام العشاء لقطط النهار ،
فلا يمكن لمن عاش تفاصيل
مذبحة تعرض لها طفلان في
حي المجلية بتعز أثناء خروجهما من المنزل بحثا عن شربة ماء بعد حصار خانق فرضته المليشيات على المنطقة ؛
ان ينام .
واحتاج الان الى الكثير من رباطة
الجأش لكي اتحدث عن جريمة
استهداف فتاتين كانتا في شارع عام يبحثن عن مستلزمات تغذية ؛
قبل ان تغتالهما قذيفة لعينة
تاركة اياهن بأنصاف اجساد ..
اما القذيفة فهي
صادرة عن فوهة دبابة حوثية ؛
سبق لاختها ان حصدت روح
المعلم الكبير عبد الاله الشوافي
قبل ايام ،
وليست هذه صورة مكتملة
للعار الذي يحدث ؛
فقد اخبرني صديق مقرب
من ضابط في الحرس الجمهوري
- وهو قائم على دبابة عسكرية -
ان كثير من هذه الجرائم
يرتكبها عناصر في الحرس ؛
وفقا لصفقة تقضي بأن يهيئ
هذا العنصر للقائم على الدبابة مكانه الذي سيتناول فيه القات ويشتري له مستلزمات " التخزينة "
من سجائر ومشروبات غازية ،
في مقابل ان يسمح له بامتطاء
ظهر الدبابة والشروع في اطلاق
القذائف من فوهتها دون اي احداثيات ..وبالطبع فثمة نشوة تتحقق من هذا السلوك ؛ لعسكري يتمرن
على الطريقة التي يمكن له ان فيها ان يصبح حديث ضحاياه ؛
دون النظر الى طبيعة الجرم الذي يرتكبه بحق الابرياء .
ليس للمأساة نهاية ؛
ويمكن لتعز ان ترثي طفلين
اغتالت روحيهما الطريتين
يد قناص وضيع سيستهدف
أولاد الراعي ؛
دون ان يهتدي ليلا الى حجم البشاعة
في مذبحة تفنن بارتكابها في لحظة حمية ؛
ثم لم يتبادر الى ذهنه السؤال عن الطريقة التي ستتلقى فيها " والدته " الخبر ،
فيما اذا كان القناص أحد خصومه
وكان حمزة وحسام الراعي هما اخويه الصغيرين لاغير .
وثمة مثالية غير موفقة في هذه الصورة ، فرجل كهذا يفترض أنه لا يمتلك
" والدة " ،
واذا امتلكها فهو لا يعرف عنها شيئا ،
لان تسلسل عملية التربية التي
تلقاها وصولا الى ظهوره شابا
في تشكيلات مسلحة لمليشيا طائفية
وفي يده قناصة ؛
سيعطي صورة بديهية لبداياته التي انطلقت من مقلب قمامة ؛
حيث ترك هناك وليدا لأم اخطأت وكان عليها ان تواري خطيئتها بشيلان ملفوفة وترميها في مقلب قمامة ..
الخطيئة ذاتها التي ستصبح شابا
يحمل في يده قناصة ويغتال طفلين في حي المجلية بتعز خرجا من منزلهما بحثا عن شربة ماء !
وليست هذه نهاية المأساة ؛
فهناك ماهو أقسى يحدث الان في تعز ؛ حيث عشرات الدبابات تتمركز
على قلعة القاهرة الأثرية
وعدد من التباب المطلة على المدينة وتصب جحيم قذائفها على الابرياء تاركة في كل شقة سكنية وجعا ..
وداخل كل بيت حكاية موت
ودم ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها