أفكار (نشاز) في الجنوب
لست أدري لماذا يصر بعض الأخوة في الجنوب على ما يسمى بفك الارتباط على الرغم من حبنا لهم، وعشقنا الكبير للارتباط المستمر معهم حتى آخر لحظة من حياتنا.
لا يوجد مبرارات كافية لمسألة فك الارتباط، فاليمنيون عشقوا الوحدة، ووصلوا الى درجة الهيام في حبها، لذلك تبدو هذه الأفكار شبيهة بالأفكار الشاذة التي لا يقتنع بها بلد الايمان والحكمة.
يفترض على جميع اليمنيين أن يتحاورا حول جميع المسائل العالقة حاليا، فلاسقف للحوار الوطني كما تقول لجنة الاتصال الرئاسية، فمن يريد الانفصال أو فك الارتباط عليه الدخول الى بوابة الحوار الوطني من أجل مناقشة مطالبه، فلن يكون هناك مخرجا لأزماتنا ومطالبنا إلا بالحوار،هكذا يقول العالم أجمع، فلماذا يصر البعض على التقوقع في مسائل مناقضة لكل قناعات العالم..؟!.
الاصرار على فك الارتباط لن يكون حلا للقضية الجنوبية التي نتعاطف معها كثيرا، كتعاطفنا مع أخواننا الجنوبيين، واليمنيين بشكل عام الذين هم بحاجة ماسة الى الانتقال السلمي بيمنهم الى بر الأمان والتغيير الأجمل.
البعض يحب الانفصال، والكثير منا يحب الارتباط، فلماذا لا يحترم حبنا للارتباط، مثلما يريد البعض أن نحترم قناعاتهم بالانفصال.؟، أليس من حقنا أن نحب الوحدة، وأن نحب كل من يعشق الوحدة، وأن نتعاطف مع كل يدعم أعمدة الوحدة؟.
الى أخواننا في الجنوب نقول لكم" كم نحن بحاجة ماسة إلى أن نفكر بالمستقبل اليمني، إلى أن نتخيل ملامح اليمن الجديد الخالي من المكدرات والمنغصات،كم نحن بحاجة إلى أن نعمل جنوبا وشمالا من أجل المواطن اليمني الذي يعيش الكثير من الأزمات في صنعاء وعدن، وحضرموت وصعدة، وشبوة وريمة، كم نحن بحاجة إلى التفكير بعقولنا بعيدا عن العاطفة التي قد يكون لها نتائج سلبية.
نحن بحاجة ماسة لأن نفكر منطقيا وأن نفتح عقولنا للعالم الذي يعلن عن تكتلات جديدة، وعن تحالفات فريدة، فلماذا نناقض العالم بأفكارنا الهشة التي لا يقبلها العقل في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، في عصر التوحد والتكتلات.
العالم يفكر بالتقارب الجغرافي وبناء التكتلات، والبعض منا يفكر بالتمزق والتشتت.. العالم يفكر في مسألة الحوار كحل وطني، والبعض منا مازال يفكر بأن الحوار انتكاسة معنوية لمطالبهم.
كم نحن بحاجة ماسة للتعاون شمالا وجنوبا للعمل مع الرئيس الحالي والحكومة الحالية من أجل تطوير المحافظات، وتحقيق مطالب المواطنين اليمنيين بشكل عام، فالمواطن في الوقت الحالي يفكر في تطوير الخدمات والحاجات الأساسية في ظل سيطرة الأزمات والفقر والبطالة على مساحة كبيرة من حياة المواطن اليمني الذي يناضل منذ عقود من أجل توفير سبل المعيشة.
الكثير منا يفكر حاليا في توفير الماء والكهرباء، والخدمات الأساسية، حتى المواطن الجنوبي يفكر في هذه الخدمات، لا يفكر في مسألة فك الارتباك بقدر تفكيره المطلق في تحسين دخله المعيشي، وتحسين راتبه الشهري، وتوفير بيت منزل خاص به بعيدا عن جحيم الإيجارات.
أعتقد أن المواطن الجنوبي حاليا يفكر في نتائج المنافسات الرياضية الاوروبية، اكثر من تفكيره في مسألة فك الارتباط، ويفكر توفير السبل المعيشية لأسرته أكثر من مسألة الانفصال وشكل الدولة الجديدة، ويفكر في دحر الأفكار الشاذة للقاعدة أكثر من تفكيره بأشياء لا تفيده في حياته اليومية،لكن بعض الشخصيات التي توصف بالقيادية هي التي أثارت هذا الضجيج حول القضية الجنوبية وفك الارتباط.
هناك قادة أثاروا مسألة فك الارتباط لأغراض لا علاقة لها بمصالح المواطنين الجنوبيين، وهناك بعض القيادات يوجد لديها الكثير من الأموال لم تستطع استثمارها إلا في مشاريع الانفصال، وثمة قيادات حاولت أن تظهر في الاعلام عن طريق إثارة نزعة الانفصال.
لكن يبقى الكثير منا يعيش مع أمل التغيير والوحدة، مع أمل العيش الجميل ليمن خالية من كل مكروه، ويبقى الكثير منا متفائلا بأن اليمن سيظل موحد على مر العصور.
فالثورة اليمنية الشعبية قامت ضد كل التخلف، ولن يكون هناك تخلفا في المستقبل، فاليمن يعرف أنه يعشق الوحدة منذ أقدم العصور.
المصد اون لاين