نار السعودية ولا جنة إيران
اليمن دولة جارة للملكة العربية السعودية وجارة أيضا لعدة دول خليجية والجميع يعيشون في منطقة جغرافية واحدة هي شبه الجزيرة العربية واليمن يشترك مع المملكة العربية السعودية في العديد من القواسم المشتركة التي تجعل اليمن والمملكة العربية السعودية بلدان متشابهان ومترابطان في العديد من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والثقافية والدينية والمصالح المشتركة.
من يقرأ تاريخ العلاقات اليمنية السعودية، سيجد ان محطات التعاون والتضامن بين البلدين هي العلاقة السائدة بين الجانبين وان علاقات الصراع والتوتر هي النادر الذي لا حكم له في تاريخ العلاقات بين البلدين الجارين المتحابين، كما ان الدعم السعودي لليمن عبر العقود الماضية هو الذي مكن اليمن من تجاوز العديد من الازمات الاقتصادية والتغلب على العديد من المشاكل التنموية في اليمن.
ان المصالح المشتركة بين اليمن والمملكة العربية السعودية أكبر من كل المحاولات الإيرانية الرامية الى اختطاف اليمن من حضن امته العربية ومن انتمائه القومي العربي ومن النادي الخليجي ومحيطه الجغرافي والتاريخي الى جعله بؤرة وقاعدة إيرانية للتآمر على المملكة العربية السعودية وعلى جيران اليمن الخليجيين وكذلك تهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب ومحاولة إيران السعي لابتزاز جمهورية مصر العربية عن طريق خنقها من خلال باب المندب.
ان مصلحة الشعب اليمن تكمن في بناء علاقات راسخة مع المملكة العربية السعودية وجيرانه الخليجيين وكذلك تمتين العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية الدولة العظمى والملتزمة بأمن دول الخليج العربي وامن المملكة العربية السعودية والقادرة مستقبلا على حماية امن اليمن من التهديدات الإيرانية التي باتت تتسع وتتعاظم عن طريق حلفاء إيران في اليمن.
لقد كانت المملكة العربية السعودية ومازالت الدولة الأولى في العالم المعنية بالشأن اليمني والداعم الأساسي والرئيسي للشعب اليمني والدولة اليمنية طيلة العقود الماضية، كما ان المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة من بين دول المنطقة التي فتحت أبوابها للعمالة اليمنية واستوعبت أكثر من مليون مغترب يمني في أراضيها، وهو ما أسهم في امتصاص البطالة وعزز الاقتصاد الوطني بالتحويلات المالية الضخمة وامنت حياة كريمة ومصدرا لرزق ما يقارب مليون عائلة يمنية.
وفي مقابل تلك المصالح الكبيرة التي يحصل عليها اليمن من جارته المملكة العربية السعودية نجد ان ايران لم تقدم شيئا لليمن وللاقتصاد اليمني ولم يحصل الشعب اليمني على مصلحة او منفعة تلامس حياته المعيشية، حيث يقتصر الدعم الإيراني على الجماعات الطائفية المرتبطة بها وبسياساتها المعادية للامة العربية، كما ان الدعم الإيراني يقتصر على تدريب جماعات مسلحة داخل اليمن مهمتها اسقاط المدن والمديريات والمحافظات اليمنية وانتزاعها من سيطرة وإدارة الدولة اليمنية وهذا توجه خطير يعيدنا الى عصور ما قبل نشوء الدولة في الأزمنة الغابرة لتوفير بيئة خصبة للجهل والامية والتخلف والفقر والمرض وفق ما تقتضيه المصالح الإيرانية التي نشرت الموت والدمار والخراب في البلدان والمناطق التي تواجدت فيها مثل جنوب لبنان والعراق وسوريا وشمال اليمن وخاصة محافظة صعدة.
انه وبالرغم من ان السعودية تقود التحالف العربي في عاصفة الحزم لدعم السلطة الشرعية في اليمن وارغام الحوثيين على العودة الى الحوار والقبول بالسلطة الشرعية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، الا اننا نستطيع القول ان نيران السعودية هي ارحم بكثير من جنة ايران المزعومة، وهذا لا يعني اننا نبرر الحرب او نقبلها او نؤيدها كما يفعل البعض، لأنني شخصيا ضد الحرب مهما كانت المبررات ولكني مؤمن بان بناء علاقات ثقة مع المملكة العربية السعودية هو الطريق الصحيح لخير اليمن ومصلحة شعبه مع احترام ايران كدولة إقليمية وإقامة علاقات متوازنة معها وليس علاقة تبعية وانما علاقة ندية تقوم على قاعدة المصالح المشتركة بين اليمن وايران شريطة ان تمتنع ايران عن دعم الجماعات المسلحة او كل ما يثير الطائفية ويهدد الامن والسلام الاجتماعي في اليمن ويعرضه للخطر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها