عن الحزم ، وتحالف الحوثي وصالح
نفذت عاصفة الحزم غاراتها النوعية على مواقع تحالف الحوثي / صالح في باكورة انطلاق تحالف دولي إقليمي للتخلص من هذه القلة المشاغبة . عول الحوثيون كثيرا على الموقفين الروسي والإيراني لإنقاذهم من الورطة التي اوقعهم بها سوء تقدير الأمور، وغباء سياسي منقطع النظير. الموقف الروسي بدت ملامحه في التشكل بعد لقاء السفير الروسي بالرئيس عبده ربه في عدن وتأكيده الضمني على التعامل مع معه كرئيس شرعي في حين ينكر الحوثة هذه الصفة عنه ويصرون انه لا يمتلك هذا الحق . كانت هذه بداية الإشارات أن روسيا كدولة لها شبكة مصالح متشعبة وتحالفات دولية تخضع لحسابات متعددة ليس من أهمها بالتأكيد المحافظة على جماعة منبوذة دولياً ويستعد العالم والإقليم للتعامل معا عسكرياً . الموقف الإيراني بدأ منسجماً مع الموقف الروسي ،
وأقصى ما صرح به الإيرانيون هو الإدانة والدعوة للحوار في إشارة واضحة عن التخلي عن جماعة الحوثي وتركها تواجه مصير غبائها السياسي . ما يدركه المبتدؤن في السياسة أن إيران أو روسيا اللاتي علق عليهما الحوثي وصالح الآمال لن تخاطرا بعلاقات متشعبة ومصالح متمددة مع دول الإقليم ودول أخرى كثيرة لأجل جماعة لا تشكل ثقل سياسي إقليمي ورئيس سابق لا يجيد الا إشعال الحروب .
وللإنصاف وكمراقب للأحداث من بداياتها اجزم أن قوات الحوثي وصالح لم يحصل أنها خاضت حرباً في تأريخها العسكري وأن الذي كان يجري هو محاكاة لأفلام الأكشن التي تعتمد على التمثيل ، في حين أنه لا توجد قوة موازنة تعيق انتصاراتهم وهذا ما فتح شهيتهم لمزيد من التوسع والسيطرة . لم تعتمد قوات الحوثي وصالح في انتصاراتها الشكلية السابقة على إنجازات عسكرية وقوة ضرب للمناوئين ، إنما اعتمدت على حرص المستهدفين على السلمية ، وتهيبهم من إراقة الدماء ، ومحاولة الهروب من الحرب الأهلية ، كما شرعت كذلك في شراء الولاءات للقيادات العسكرية والتغلغل تحت غطاء القوات الرسمية والخيانات الداخلية . هذه الأسباب لم ولن تتوفر في هذه المرحلة فالطرف الأخر اكثر تنظيماً وانضباطاً وتحمكما ، ويمكنني أن أقول ان الحوثي وصالح سيخوضون الحرب الأولى في حياتهم العسكرية
وهذا ما يجعل فرضية الخروج دون هزيمة مستحيلاً . جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع صالح يواجهان مصير مجهول أمام تحالف دولي واقليمي لن يتوف بالتأكيد إلا بكسر التقدم على الأرض ، وسيكون خيار التراجع عن هذا الهدف مستحيلاً . في حال موافقة صالح والحوثي على العودة الى طاولة الحوار وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل انقلابهم الأخير فإن ذلك سيقي البلد شر سيل من الدماء ، لكنه سيكون الضربة القاصمة لتحالف الحوثي وصالح باعتبار أنهم اعتمدوا على القوة والضغط في فرض خياراتهم وهذا ما سيكون مستحيلا حينها .
تقدم قوات الحوثي وصالح على الأرض يعد شكلياً بعد الضربات الموجعة التي تلقتها عناصر القوة والحسم لديها ، وأهمها سلاح الجو وسلاح الصواريخ ، وسيكون تقدمها البري مكشوفاً ويسهل إعاقته والقضاء على الجيوب التي ستتشكل بعد إتمام مهمة ضرب عناصر القوة والسيطرة . سيلجأ إعلام الحوثي وصالح إلى تهييج الشارع بمبرر التدخل الخارجي وسيقوم المتضررون في الداخل بتبرير هذا التدخل صراحة أو ضمناً ، وسيصبح الاحتقان بين الطرفين أكثر من أي وقت مضى . ما استطيع التأكيد عليه أن عاصفة الحزم طالت فترتها أم قصرت سيخرج الحوثي وصالح منها وهم في حالة ضعف شديد وستقضي على الأطماع التوسعية لهم وسيلجؤون مضطرين إلى الدخول في الاجماع الوطني والجلوس منكسي الرؤس على طاولة الحوار . أتمنى أن لا يطول الوقت للوصول إلى هذه النتيجة ، وأتمنى السلامة للجميع .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها