مرسى الأمنيات
تراءت لي صواري السفن العملاقة الراسية فيه من بعد أميال وتبدّت لي معالمه مع اقترابي منه ... ما أجمله هذا الميناء تحتضنه الجبال كأنما خُلق ليكون ملاذ السفن والبواخر بعد طول الأسفار، الحركة على ارصفة الميناء لا تتوقف اختلطت فيه الجنسيات واللغات حتى لم أعد اشعر اني في مدينة عربية ، تحدثت الى مسافرين قدموا من موانيء مجاورة البعض يبحث عن عمل في الميناء او في فنادق المدينة وأبراجها التي تطاول عنان السماء وترى انعكاساتها على مياه الميناء الخلابة ، البعض الاخر مجرد مسافرين أتوا للاستمتاع بعوامل الجذب الفريدة في المدينة من عروض فنية وأماكن للاستجمام والسهر ، لكن الجميع باختلاف اغراضهم يتحدثون عن الموانيء المحيطة وكيف ذوى بريقها وصارت شبه مهجورة بعد سطوع نجم مينائنا نحن ، فقد انتقلت السفن والبضائع منها جميعا وصبت عندنا .٩حتى المطار افاد من كل هذا النشاط ولم يعد يتسع للحركة الجوية المتزايدة ما دفع القائمين عليه الى بناء مدرج يمتد الى داخل مياه البحر كلّف مليارات الدنانير ويتوقع ان يجتذب الحركة الجوية من المطارات المحيطة ويصير نقطة التقاء رئيسية ما بين القارات الخمس لموقعه المتميز وادارته الكفؤة ، افقت من نومي بفزع على صوت انفجار مدو خفت للحظات لكني استجمعت شجاعتي واطليت من شباك غرفتي ... الصواري لبوارج حربية متعددة الجنسيات ورصيف الميناء بل جميع الارصفة مغطاة بأشلاء دماء دمار دخان ، أين الأبراج ؟ أين ناطحات السماء ؟ أين حلمي ؟ من هولاء الذين يجوبون الشوارع مدججين بالاسلحة ؟ بعضهم يلاحق ما يسمون بالسنة واخرون يبحثون عن مجموعات تسمى الشيعة ، المسلحون من الفريقين لا يحيون بعضهم ولا يتحدثون الى بعضهم ولكنهم لا يتقاتلون !! اهتمامهم جميعا منصب على الامساك بأعضاء الفئتين المعنيتين ، يقال انهم كانوا يسمون قديما باليمنيين او اليمانيين لكن كبارهم وعقلاءهم اجتمعوا واتفقوا ان هذا المسمى لم يعد يناسب المرحلة المقبلة الزاخرة بالغاز والنفط والانبعاثات الحرارية ناهيك عن المعادن الثمينة والعناصر المشعة ، ولكن لأسباب خفية اختلف الكبار والعقلاء وتناحروا وصار خلافهم مصدر ازعاج للجيران والسفن المبحرة وحتى الطائرات العابرة حتى صار لايطاق واقتضى تدخلا تكتيكيا سريعا وخاطفا لبضعة عقود بحثا عن مصادر الإزعاج ومُصدريه ، بعدها اقتنعت بمنطقية الأحداث وعقلانية المبررات وعدت الى نومي الذي قد لا اصحو منه أبدا لكنه يبقى فضائي الذي لا ينازعني فيه احد ، تصبحون على حرب
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها