غياب بنعمر في خطاب هادي
تابع اليمانيون والعالم خطاب الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد طول انتظار، واستمع الجميع لكلامه وما جاء في مضامينه، فمنهم من أعجب ومنهم انتقد ومنهم من تحفظ، المهم أن خطاب هادي اليوم كان تصريحًا وليس تلميحًا كما عودنا كل مرة في خطاباته؛ ذكر الجهات المعادية له بالاسم واتهم عبد الملك الحوثي بـ"مغالطة الشعب اليمني هو والذين يخططون له.."، في إشارة واضحة أن المخطط هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتهم بالتحالف مع الحوثيين.
كذلك تحدث عن قائد القوات الخاصة عبد الحافظ السقاف ووصفه بـ"المتمرد" وقال أنه حاول الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على مطار عدن ومبنى المحافظة بمساندة مليشيات الحوثي المسلحة في استمرار لعملية الانقلاب العسكري التي بدأت في صنعاء، حد قوله.
هادي في خطابه كرر ذكر "مليشيات الحوثي" كثيرًا وهو الذي كان السابق – أي هادي - يطلق على الجماعة "الأخوة أنصار الله"، أيضًا هاجم إيران علنًا واتهمها اتهام صريح بالوقوف وراء الانقلاب عليه، وقال أن "التجربة الإيرانية الأثناء عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثيين ومن يساندها لن يقبلها شعب اليمن زيدي وشافعي" .
وفي المقابل شكر الداعمين له داخليًا وخارجيًا، من خلال مدحه وإشادته بالمسيرات والفعاليات والزيارات المناهضة للحوثيين التي تشهدها بعض المحافظات اليمنيّة، والمواقف الخارجية الداعمة لشرعيته.
وذكر هادي في خطابه المحافظات الشمالية التي تشهد فعاليات مدنية وتحركات قبلية مؤيده له بالاسم، وفي هذا رسالة تطمين لتلك المحافظات عبّر عنها هادي بقوله :"إن انتقالنا إلى عدن ليس كما يروج له الانقلابيون وحلفاؤهم بان ذلك سيكون إيذانا بالانفصال".
أما القضية الجنوبيّة، ربطها هادي كالعادة بمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته، باعتبار أن حلها مفتاح لحل كل القضايا اليمنيّة، مع تأكيده أنها كانت حاضرة بكل تفاصيلها وأبعادها في مؤتمر الحوار، الذي لم تعرف به بعض فصائل الحراك أساسًا، لذلك تحاشى هادي الحديث عن الحراك الجنوبي، لكنه كان واضحًا عندما أكد أن انتقاله إلى عدن لن يغيّر مواقفه من القضية الجنوبيّة.
وعلى المستوى الخارجي شكر هادي دول مجلس التعاون الخليجي وخص منها المملكة العربية السعودية، وعاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما شكر كافة الدول الرعاية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته وكافة الدول العربية، حتى عبدالفتاح السيسي نال حظه من ثناء هادي وشكره.
لكن الحلقة المفقودة في خطاب هادي هي غياب اسم المبعوث الأممي لليمن، جمال بن عمر، وتجاهل دوره تمامًا، مكتفيًا بذكر المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته، دون الإشارة إلى الشخص الذي كان هادي يدّبج فيه عبارات الثناء والشكر في خطاباته السابقة!
عدم ذكر جمال بن عمر في هذا الخطاب الذي وصف بالهام، جاء بعد أيام من تصريحات لهادي نقلتها وسائل الإعلام أعلن فيها أن الحوار الجاري في صنعاء “غير شرعي ولا يمكن الاعتراف بنتائجه"، وهو الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة بإشراف مبعوثها جمال بن عمر، واليوم تفيد الأنباء بتوقف الحوار بين الأطراف السياسية في صنعاء وتتحدث عن مغادرة بن عمر اليمن بشكل مفاجئ دون معرفة وجهته، حتى كتابة هذه الأسطر.
فهل فشل جمال بن عمر فعلًا في مهامه و"مساعيه الحميدة" التي بدأها قبل أربع سنوات وأصبح وجوده هامشيًا في المشهد السياسي اليمني؟!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها