تحرير العقل وتحديث الفكر

الحريه الفكرية هي الطريق الفعال لتحديث العقل العربي وتحريره من قشور الأيدلوجيات المنهكة تحت وطأة التضليل والتخريف وإطلاق سراحه منطلقاً في فضاء ات المعرفة الواسعة متحرراً من سياجات الكهانة التي تريد له البقاء في مساحه معرفيه لا تسمح له باكتشاف ذاته ومكانتها الحقيقيه في أعلى سلم الكائنات ودورها في وضع إجابات شافيه لاسئله شائكة حول الإنسان والكون والحياه.

عدد اللاءات التي وضعها الإسلام كخطوط حمراء نقف عندها منحصره في أحكام معدوده واضحه ثم ترك لنا من بعدها ارض مترامية الأطراف من المصالح المرسلة في إطار المسكوت عنه ليستطيع العقل المسلم تجاوز التحدي الالهي المسموح بتجاوزه والعبور في أقطار السماوات والأرض بأجنحة العلم والمعرفة.

الاستعباد الفكري الذي تمارسه السياسه المتلفعه في عباءة الدين تهدف إلى إبقاء العقل المسلم في مستويات دنيا من التفكير حتى يسهل هزيمته في معركه مصيرية أمام الخرافه ومن ثم الإذعان لها لصناعة مجتمعاً غبياً مرتهناً لاطروحات سخيفه لما وراء الطبيعه لايستطيع صناعة واقعه أو صياغة نمط حياه يلق به ككائن أعلى أتت كل التشريعات العلوية والتحتية التي تحترم الإنسان لوضع القوانين التي تكفل له الحياه الكريمة.

التجديف الديني نحو الشك الذي وقعت فيه بعض النخب التي سافرت غرباً بحثاً عن المعرفة هو أكتشاف الكم الهائل من السخافات التي تم إيداعها في أدمغتهم باعتبارها مسلمات والتي لم تصمد طويلاً أمام ابسط الجدليات المنطقية أو الفلسفية مما ادخلهم في حالة فصام فكري لم يقف عند الشك بالظنيات بل اتجه لمحاكمة القطعيات ومحاولة هدمها كردة فعل سلبيه تجاه هؤلاء الذين لم يحترموا عقولهم ولم يضعوا في حسبانهم أن سيأتي يوماً يكتشف الناس خداعهم.

هذا التحنيط القذر للعقول أوجد مجتمعات ممسوخه وصنع بيئات حاضنه للعنف والجريمة مصحوبة بشعور بالغ الغرابة منحرف عن الطبيعه الإنسانية حيث تسمى الجريمة بمسميات الفضيلة ومنفذها هو الإنسان الارقى مع الأنبياء والصديقين والشهداء لتصل هذه الفضيلة منتهاها عند تفجير المساجد المأهولة بالركع السجود وترسو بنا القناعه ان وراء تلك القطعان الضاله في أعلى هرمها شياطين يلبسون ثياب المسوح والرهبان والعلماء لاهم لهم سوى تحقيق أحلامهم وصناعة دولتهم بهؤلاء الوحوش الغبيه التي المكان الاجدر بها هو حديقة الحيوانات وان لم يمتلكوا جمال الحيوان الجالب للزائرين.