أمير قطر في غزة
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حاكم اصغر بلد في العالم من الناحية الجغرافية و واحدة من أغنى بلدان العالم ، أميرها الذي يفضل ان يكون مصدر للشغب السياسي ويجمع بين متناقضات عدة ، حط رحاله يوم الثلاثاء 23اكتوبر وسط قطاع غزة المنبوذ عند جميع حكام العالم ، منذ 2007م وهذا القطاع الصغير / الكبير / المثير محاصرا مثله مثل أي سجن في العالم.
لم يفكر أي زعيم عربي أو إسلامي بزيارة هذا القطاع وفي مقدمتهم المتشدقون بنصرة القضية الفلسطينية وخاصة الزعماء مثل الأسد ونجاد وحاليا الرئيس مرسي الأقرب فكرا لحكام غزة حاليا.
الأمير القطري هو الذي سجل سبقا سياسيا وإعلاميا وهذا يمثل الجزء الأكبر من الزيارة ، فالمعروف عن قطر وسياساتها أنها تخوض معارك مغامرة وعناد ، من اجل أن يغيضوا أطرافا إقليمية ودولية ، قطر لم تكون على خلاف مع المناوئين للوضع السياسي القائم في غزة مثل أمريكا والأوربيين والسعودية وكثير من الدول العربية
الايجابي في زيارة الشيخ حمد أمير قطر أنها تعتبر كسر للحصار السياسي والاقتصادي الذي يواجهه قطاع غزة بسبب نوعية القائمين على أمر القطاع وتحديدا حركة حماس ، وأمير قطر ليس الصديق الحميم لحماس ولا هو العدو لها ، فمواقفه تجاه غزة هي أشبه باللون الرمادي لا يستطيع احد أن يحدد نوع علاقته ، لكن في النهاية أمير قطر يمارس نوعا كبيرا من الشفافية وهذا واضح وتترجمه دبلوماسية قطر الخارجية فهو صديق وحليف استراتيجي لأمريكا ويخالفها في بعض المواقف وصديق وعدو لإسرائيل ويتفق معها ويختلف في مواقف معينة والايجابي أن صداقته وعداوته غير دائمة ومتقلبة وهكذا مع كل دول العالم .
كان يظنه بشار الأسد وعلي عبد الله صالح انه حليف لا يتزعزع وفجأة تحول إلى اكبر خصم لهم إضافة إلى انه صديق لهذه الدولة هنا وخصم لها هناك.
زيارة أمير قطر اتفقنا مع أهدافها ومضامينها أو اختلفنا فالزيارة خطوة ايجابية ، ولا تتوفر أي جرأة لحاكم عربي سواء قومي او إسلامي منفتح أو متشدد أو شيوعي أو نصراني أو حتى يهودي ، الخوف يهيمن على عقول الحكام ولا يستطيعون تجاوز سياسة حليفهم الأمريكي ولا يجيدون ابسط قواعد اللعبة السياسية.
الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة كارثي ولا تقبل به كل ملل ومذاهب الدنيا باستثناء ملل ومذاهب العربان.
من ينتقدون زيارة أمير قطر عليهم أن يقوموا بخطوة مماثلة أولا ويقدموا دعما ماليا وسياسيا ومعنويا للمحاصرين الأبطال في سجن غزة الكبير ثم يتكلموا ويفتحوا أفواههم بما يستطيعون عليه وغير ذلك فالخوف والجبن وخيانة القضية هي المستحكم على قرارهم.
يكفي أمير قطر أللفتة الإنسانية وجبر خواطر الأرامل والأيتام والفقراء والعجزة الذي زارهم وأشعرهم بوجودهم وإنسانيتهم وكرامتهم المسلوبة ، وقدم لهم ما استطاع وهذا يكفي أن نحترم الرجل ، على الأقل يسعى إلى إيجاد توازن بين ما يسميه البعض سيئات الرجل وحسناته لكن أن تكون سيئا على الدوام أو خائنا أو بائعا ومنتهكا فهذا ما لا يجيده أمير قطر.
سنتقبل منكم كل الأحكام و المسميات المسبقة لكن بعد أن تقوموا بخطوة مماثلة وان لم يفعل هؤلاء وربي إنها العمالة والخيانة وخضوع القرار السياسي لأطراف دولية قوية.
أمير قطر يظل في المقدمة ويظل فاعلا على كل المستويات .. زيارة غزة خطوة كبيرة على مسرح العلاقات الإنسانية ومثلت بلسما على الجراح .. وهم المجروحون على الدوام ..
تقبل الله طاعتكم ... وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير