شارع جمال والمؤتمر الصحفي
شارع جمال فُتِح .. فتحه كل أبناء تعز الذين اتفقوا على فتحه واستنكروا غلقه ، وعندما جاءت السلطات لفتحه جاءت منسجمة مع إرادة المجتمع وعندما تأتي السلطة لتنفذ رغبة شعبية تنجح وعلى العسكر الذين ينزلون أن يعرفوا هذا جيداً حتى لا يتعاملوا مع الناس بجلافة الماضي وغروره ، هذه واحدة والثانية كان التأني علامة نضج ومسؤولية.
- الملاحظة الثالثة والأهم تتعلق بالجنود الذين قطعوا الشارع بعد ما ضاقت بهم السبل ووجدوا أنفسهم خلافاً لزملائهم في العراء ، هؤلاء هم القضية الأساسية يجب أن لا يشعروا بالانكسار وأن الجميع وقف ضدهم ، بل يجب أن يشعروا أن الجميع معهم وأن الناس فتحت الشارع لتتفرغ لإنصافهم وهذه مسؤولية السلطة المحلية والمحافظ على وجه الخصوص ، أنا أعني أصحاب المظالم في 2011م ولا أعني المتبرعين أو المتعلقين ، نحن نأمل أن يشعروا باهتمام مضاعف أكثر من وجودهم في الشارع هذه قضية انسانية وسياسية مزدوجة ... يجب أن لا تضيع حقوق هؤلاء في نشوة انتصار زائفة قد يسر بها الشيطان للبعض ، فالدولة في خدمتهم والانتصار هو في اعطائهم حقوقهم بصورة يشعر المواطن بالمواطنة وبحنان الدولة الوجه الآخر لهيبة الدولة.
- المؤتمر الصحفي للمحافظ، عمل متقدم أهم مافيه احترام الناس واشراكهم في الحل وجعلهم على بينة وحتى لايكون المسؤول يبذل جهداً ومتهماً بالتقصير (مضروب بالسوق مخفي على أهله) مع الفارق ، والناس عندما ترى الأمور على حقيقتها تساعد في التنفيذ ولا تدع مجالاً للمزايدة على المسؤول ولايجد هو مجالاً للتهرب من المسؤولية أو الاستمرار في الخطأ .. باختصار المؤتمرات الصحفية يجب أن تستمر وأن تكون أكثر تركيزاً ربما على المسؤول أن يحدد قضية أو قضايا محددة للمؤتمر حتى لا تأكل القضايا بعضها لكثرتها ... للأسف لم أطلع إلا على جزء يسير من المؤتمر لكن أزعجني أن البعض بدأ يسن سكين نقده على المؤتمر الصحفي (كمؤتمر) فقط من أجل النقد وكأنها لعبة مخالفة .. هذا أمر يفرغ عملية النقد من محتواها .
- في المؤتمر الصحفي لن يقول المسؤول صواباً محضاً ولا خطأ محضاً سيقول صواباً يجب أن يشجع وسيقول خطأ يجب أن يصوب الخطأ وهذا هو هدف المؤتمرات الصحفية الواعية ومهمة الاعلام وأصحاب الرأي .
- لكنني أريد أن أقول للأخ المحافظ أرجو أن لا يكون هذا المؤتمر (بيضة الديك) وأن يتسع صدرك للنقد أياً كان ، نحن مازلنا في ألف باء نقد وهذه المؤتمرات الصحفية (مدارس) تطور أسلوب المشاركة وسيكون لك ولنا السبق كمحافظ ومحافظة وسنجد أنها تطورت لتصبح أهم آلية وأسهل أداة لحل القضايا ومحاصرة الفساد وآلياته التي يخلقه عدم الشفافية وسيطرة الشائعة على حساب الحقيقة والمعلومة , حتى المستشارين والمعاونين ستجبرهم هذه المؤتمرات وكشف الحساب الاسبوعي أو الشهري على احترام أنفسهم وترك المجاملة أو المحسوبية وبيع الذمة ..
ــ أنا أتحدث هنا عن (المؤتمر الصحفي) كمظهر حضاري ووسيلة رقابة وتصحيح وشراء عيوب (رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي ) يجب أن يستمر والباقي تفاصيل تناقش حبة حبة ، فصنعاء لم تبنَ بيوم لكن البناء يحتاج إلى جهد وعدم توقف.