تعيين جواس!!
صدور قرار جمهوري بتعيين العميد ثابت جواس قائداً لقوات الأمن الخاصة، يحمل علامات بؤس وتعاسة هذا الرئيس وفهلوته، وعجز خياراته، خصوصاً أن جوّاس كعسكري محنك كان أولى بمنصب في قيادة منطقة عسكرية وليس في جهاز أمن أقرب للتعامل مع المدنيين والمهام الخاصة.
ثم إنّ هناك العشرات من الضباط الأمنيين المحترفين الجديرين بمنصف قائد قوات الأمن الخاصة بعدن، عوضاً عن استيراد قائد عسكري متخصص في الجيش.
بالتأكيد له الحق كرئيس شرعي في تعيين جوّاس قائداً، خصوصاً أنه لم يكن ضده أي حكم أو إدانة، لكن مجرد إشهاره في وجه الحوثيين وتكريس خصومته معهم، يكشف عن حالة من التفكير الضيّق والسطحي لدى هذا الرئيس.
هي الحالة ذاتها التي تجلت في أنصع صورها في عمران وصنعاء بل وقبلها في دماج، ثمّ يراد إخراجها بشكل آخر في عدن الآن..
تجلت في ذروة مشاهدها قُبحاً في ترك لواء عسكري يستباح حتى يقتل قائده وتنهب معداته، ثم يذهب رئيس الدولة إلى عمران ليشهد زوراً أنه استعاد سلطة الدولة عليها.
الأغرب أن يأتي بعض مشجّعي الانتكاسات المتمثلة في شخص هادي، ليثيروا خبر تعيين جوّاس وكأنه انتصار للقضية الوطنية.
ذلك حظ هادي في هذا الموضوع، الذي يعزز مع كل فرصة تاريخية ساقتها الاقدار أو المخططات لإنقاذ البلاد أن من الحماقة التعويل عليه كقائد ورئيس في ابسط الأمور..
ورغم ذلك يستمر في الحماقة كثير منّا، أملاً في أن يكون رئيساً لأجل السلم الأهلى فيما يمضي طريقه بوعي أو بدون وعي مع أنداده الطائفيين في الشمال لإنجاز مشروع الاقتتال والاحتراب الأهلي والطائفي.
ثمّ عن الحوثيين؛
إذا كان الحوثيون يتحسسون من تعيين العميد ثابت جوّاس، فالأولى أن يتحسسوا من حليفهم وزعيمهم علي عبدالله صالح، صاحب قرار الحرب والسلم حينها.
أم أن جموح الثأر والانتقام مناطقي ومذهبي وعنصري أيضاً؟!
إذا كان علي عبدالله صالح حليفهم حالياً، وكان جوّاس أحد رجاله في صعدة، كغيره من القيادات، فالأولى أن يكون جوّاس حبيب قلوبهم أيضاً، خصوصاً أنه لا ينتمي لحزب الإصلاح.
جوّاس كان يعمل قائداً في إطار ألوية الجيش، ولم يكن بينه وبين حسين الحوثي ثأراً شخصياً..
جواس قائد عسكري بلا أيديولوجيا، وكل ما وقع، إن كانوا ينفذون أجندة انتقامية، أو ثأرية، فإن من يتحمل مسؤوليته هو نظام سياسي بأصحاب القرار فيه، وليس أفراداً وضباطاً يعملون تحت لوائه.
الأعجب والأغرب أن تكون هناك حساسية انتقائية تجاه الانتقام والثأر وتصنيف الخصوم، بل والثأر من أشخاص وأحزاب وجماعات لا علاقة لهم بقتال الحوثيين.
حساسية الحوثيين كاذبة، ولا تحضر إلا كمبرر سخيف وساذج لارتكاب حماقات وإثارة نعرات طائفية ومناطقية وعنصرية بحق البلاد، وتلك الروح الانتقامية ستكون نكالاً على البلاد، ولن ينجو منها أحد، حتى أولئك المتغطرسون بقوة سلاح وعتاد وقلة مسؤولية والتزام ومحاسبة، وضمير..
البلاد تمضي حثيثاً إلى نفق الطائفية، ولا يوجد رجل رشيد يوقفها حتى الآن حتى وإن امتلك المشروعية.. هذا ما تقوله الشواهد الماثلة حتى الآن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها