السبت 20 أكتوبر 2012 09:25 مساءً
سلام منها و تحية!
شاء الله .. و احمده على مشيئتة ان اكون احد قانطي هذه المدينة، عدن تلك المدينة التاريخية كم شهدت احداث و وثقت بعض ما احتضنت من أفراح و بطولات إقتسمتها شوارعها كذكرى تحتفظ بها لترويها لمن تطئ قدمه عليها او ترسل له عبر الانسام عبق نضالات و ثورات و دماء فاح شذاها كل أزقة المدينة .
محظوظة انا اذ ان لي بيتاً يعد تاريخياً على ارض هذه المدينة و محظوظة إذ انه لا يزال قوياً و يحتمل كل ما يدور حوله من احداث ، لا تستغرب ان قلت ان نوافذ منزلي خشبية من الطراز القديم و تصميم منزلي من الداخل قد ادهش الفنانين عندما ارادوا ان يصوروا فيه احد مشاهد مسلسلهم فالنوافذ الخشبية ايضا موجوده في داخل منزلي ما بين الغرفة و الدارة ...
الم أقل انه تاريخي ..
محظوظة انا ، اذ ما ان تطئ قدماي عتبة بيتي إلا و يفتح لي التاريخ صفحات كتابه فيروي لي قصة الشهيد خالد هندي الذي وضع آخر بصماته النضالية في ركن شارعي .. بصمها بالدم !
و ما ان التفت يميناً إلا و تبهيني قلعة صيرة بعظمتها و شموخها فترسل لي عبر الاثير من سموها و ضياها ، فما اسماني و انا انظر اليها و اقتبس من ضياها لينير لي طريق العمر القادم ..
و على يساري ذاك اليسار المختلف عن كثير تتربع على عرش التاريخ صهاريج عدن التي ضربت المثل في كتم الأسرار فمن ذا الذي حاول نبش أسرارها إلا و أرجعته خالي الوفاض .
تلك العزة التي تعتريني جعلتها تسبيحات تملئ هواء مدينتي، فقط عندما التفت و اراه شامخاً امامي .. جبل شمسان يظل شاهداً على التاريخ بصمت يشبه صمت الملوك و يوثق كل كبيرة و صغيرة .. و لا يزال شاهداً على الحاضر .
خلف ظهري او يساراً منه قليلاً دليل و اثبات على مدنية و ثقافة السلام لهذه المدينة فاستقرار معبد الفرس ضرب المثل في التسامح فهو طريق الحب لمن اراد ان يعرف للحب و السلام دليلا ،دليل لن تغلبه دعوات التكفير و لن تطويه الف قضية .
انا عدنية و ان كانت جذوري هندية او عربية أو صومالية أو يمنية شمالية أو جنوبية .. مسلمة يهودية مسيحية مجوسية ،، انا عدنية بجنسية عالمية و دين لا يعادي الاديان السماوية ، عدن السلام تغنى بها كل من وطأت قدمه عليها سواءً مات او لا يزال حيا.
عدن التاريخ كتاب أثقلت صفحاته بالحب و السلام و المواقف البطولية ،يتنافس كل سطر فيه بالظهور ليخفي آخر بأسراره حلوها و مرها، و انا بين صفحاته أهيم تاره و اركض تاره لأقرأ ما استطيع قراءته من تاريخ مدينتي، تلك النوتة الموسيقية كتبها أمان و لحنها قاسم و دللها سعد و روتها أمل و فتحية ..
عدن مدينتي المضيافة فتحت أبوابها للجميع و تركت مفتاحها خارجاً حارساً أو مراقباً أو شاهداً لا ادري ، و لسان حالها يقول : من دخلني فهو آمن فان كان محباً فاهلاً به في زمرة البارين و من عاداني فله سلام مني و تحية.
فما أبهاها و ما ابهاني عندما أخط بقلمي المتواضع حكاية المدينة العذراء صاحبة السبق في التاريخ و الحضارة و قصص روتها لمحبيها و سترويها بكره و عشية .