الإقطاعيون الجدد
أعلن الحوثيون "الإعلان الدستوري" الجمعة، وأسماه الآخرون "إعلان الإنقلاب"، بينما في الحقيقة لا هو هذا ولا ذاك، فالإعلان الدستوري يكون للسلطة، ولا إنقلابي لأن الإنقلاب حدث في 19 يناير، هو إعلان إقطاعي ذاهب يوصل العائلة الإقطاعية للسلطة من جديد كما وصلها الإمام أحمد عن والده، و فشل الإمام البدر في استعادتها بعد حصار الثمان السنوات.
خطب عبدالملك الحوثي، الثلاثاء 10/2، وشن هجوماً على حزب الإصلاح، وأعلن الحرب بشكل مقيت، وتفنن في التأكيد أن البلاد ذاهبة نحو الفوضى. وأثناء الخطاب نشر موقع الخارجية الأمريكية بيانها بأن السفارة في صنعاء ستغلق والسفير سيغادر العاصمة غداً. ليس هذا هو الموضوع.. قناة المسيرة نشرت على شاشتها: "الشعب اليمني كان ينتظر الإعلان الدستوري منذ خمسين عاماً" يعني منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م.
لنعد إلى إعلان الحوثي الذي أوصل أحد أكبر سارق للأغنام إلى مرتبة رئيس الرئيس يدعى أبو أحمد محمد الحوثي، وهو أحد أقاربه، وعندما تذهب إلى مجلس النواب (المحتل) تجد يحي الحوثي (شقيق عبدالملك) يستقبل النواب للتسجيل في المجلس الوطني، و الشقيق عبدالخالق الحوثي يمسك بالمسؤولية في المجالس، وهكذا بين الأخ والقريب والصاحب وذا القربى، كإقطاعيين جدد متعطشين للسلطة، وأكثر عطشاً لإعادتنا إلى الحقبة المريرة من حكم الأئمة، إلى الكهنوت المستعصي في ظل رضا وخنوع المحيط السياسي.
لاحظوا معي أن الإقطاعيين يقربون أقاربهم من نفس العائلة، وليس طبقة بعينها، بل إن استعباد أبناء الطبقة ذاتها (الهاشميين) سيكون أكثر نكالاً خوفاً من استعادة قواهم والقضاء على العائلة الحاكمة بصفة أن الجميع يمتلك الجينات التي تعطيه الحق الإلهي بالحكم والسيطرة والسطو.
يقول الأوروبيون عن الحوثيين أنهم بلا مشروع، ولا يريدون سوى الالتهام لكل ما هو أمامهم، أخبرهم الأوروبيون أنهم أمام أزمة اقتصادية ثقيلة فرد الحوثيون: "(لا دخل لنا) المهم لا تغلقوا السفارات"؛ هكذا قال رئيس الرئيس لسفيرة في الاتحاد الأوروبي في اليمن. هم إقطاعيين فقط للنهب لا لإدارة دولة.
نحن أمام مرحلة أشد إيلاماً في التاريخ اليمني المعاصر، نعم للأسف، أوصلنا إلى هنا تقطر الأحقاد من النظام القديم وتحالفاته، وتجاهل نظام هادي وحكومته وعبثه وغيه؛ لكن: ما الحل؟!، الحل يكمن في عزيمة الشعب وخروجه لوقف هذا الجبروت القادم من 50 عاماً، لقد جاءوا متأزرين بالانتقام والبشاعة، من الجميع من كل فرد ومواطن سيعيدوننا أملاكهم وأتباعهم وحاشيتهم، إن ظلمنا أنفسنا أصحاب هذا الجيل، فلا نظلم الجيل القادم من أبنائنا بخطايانا.