قراصنة صنعاء و الكنز !!!
بعد اعلان جماعة الكوفي او ما يعرفون بجماعة “الحوثي” لبيانهم الهزلي والذي ضخمه الخصوم واعطوه اسم البيان الانقلابي او الاعلان الانقلابي .
نجد للآسف انه مازالت الاغلبية من نخبنا السياسية تمارس التضليل بدل ان توضح للاخرين ما تعقد واستصعب على الكثير وذلك بسبب إعطائها حجما اكبر للأمور الصغيره وتجاهلها الاحداث الكبيرة , وقد يكون الهوى والميل الحزبي يلعب دور في ذلك.
لكن السفينة الام وهي اليمن نصفها قد غرق والأخر مازال يقاوم الغرق . واعني بالنصف الاول وهو الحل السياسي الذي لن يجد له طريق ليصل لإنقاذ السفينة .
فلا سبيل لإنقاذ السفينة وإخراجها سوى النصف الاخر وهو مجلس عسكري وطني لإستعادة البلاد عبر سياسيين وقياديين خارج اطار الطوق السياسي ممن حكموا في السلطة وكانوا ايضا في المعارضة .
لقد اثبتت الاحزاب السياسية بأنها احزاب نخب سرعان ما تفقد توازنها بمجرد خروج وابتعاد نخبها .
وهذا واقع لابد الاعتراف به لان أغلبية المكونات السياسية ساعدت قوى النفوذ ومراكز القوى الظلاميه في انتشار هيمنتها وجبروتها فأصبحت تلك المكونات السياسية من احزاب وما شابه رديف لمراكز القوى في إبقاء الضرر والشر .
بمجرد التمعن قليلا سنصل الى واقع ان من دمر الثورات جميعا في اليمن هم من قفزوا من سفينه الإنظمة التي سبقت الثورات ومن يعارضني عليه ان يرجع للتاريخ وسيجد الدليل على ذلك .
بالرغم من اخفاق الرئيس عبد ربه منصور في إدارة ملف اليمن بعد ثورة فبراير 2011 الغير مكتملة إلا انه فشل هادي يعتبر نجاح فما وصل اليه في تأسيس مسودة الدستوري الذي يقود البلاد إلى عصر جديد بدستور و بنظام الأقاليم كشف للجميع عن حقيقة مراكز القوى في (شمال الشمال) وطمعها وطائفيتها ومناطقيتها ، فرمت بخلافاتها جانبا وتحالفت لإسقاط الأمل نحو بناء البلاد .
اليوم تشترك كافة قوى (شمال الشمال) القبلية والعسكرية والدينية في اعادة ترتيب اوراقها حفاظا على مصالحها ونفوذها للسيرة وابتلاع ثروات اليمنيين ولا نغفل ان قوى الشيطان الاقليمية والدولية تمارس دورها المعتاد في التظاهر بدموع التماسيح .
لكن ما سيحدث ؟
الرئيس السابق علي صالح “الثعبان الاكبر” ما يزال يدير المشهد السياسي اليمني ويزيد في تعقيده ويتحكم في كثير من مفاصله ولا يجب ان نلتفت الى المطبخ الاعلامي عن خلافه مع جماعة الحوثي .
ما يدور الان لا يزال يحقق احلام صالح بالانتقام والانفراد ايضا بالسلطة مجدداً .
ففي الوقت الحالي شبه الدولة اليمنية تمر بمنعطف زمني يبين ضعف الرؤية السياسيه لدى جماعة الحوثي فقد نجح علي صالح في صناعة وضع تاريخي مميز يندر وجوده في التاريخ السياسي اليمني من فوض وابراز سياسيين قد لا يصلح البعض منهم لممارسة ابسط الوظائف البدائية فكيف بإدارة مرافق دولة وشعب .
فلا ننشغل وننخدع كثيرا بقضية انفراد الحوثيين بالمشهد السياسي اليمني فالانفراد صوري ليس اكثر والغرض منه تحقيق هدف سياسي ينصب في مصلحة نظام علي صالح.
فمعسكرات الحرس الجمهوري مازالت تتلقى اوامرها من الرئيس صالح ونجله اضافة الى جهاز الاستخبارات وكتائب الامن المركزي .
خصوصا ان الرئيس السابق علي صالح يطبق المقوله السياسيه (دعه يحكم – دعه يفشل – دعه يمر) ليبرز نفسه كمنقذ وحيد .
الحاله السياسية التي تعيشها الأن جماعة الحوثي من حالة انفراد مؤقت في ادارة البلاد سيشكل ثاني خطوة لإندثارهم بعد تصدرهم مشهد دخول صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
ما يدور حاليا هو التخطيط و الاعلان لتفجير حرب في مأرب عبر قيادات عسكرية ستكون من خارج قوى (شمال الشمال) وقد تكون من الجنوب كغطاء سياسي للحرب لا أكثر .
لكن القوة المحركة للحرب في مأرب هو نهم صالح للعودة للسلطة وحيدا عبر تقويض وإنهاك الحوثيين في بحر من الدماء في مأرب واستنزافهم في البيضاء من جههومن الجهة الاخرى يتم فتح مجال الدعم الغير مباشر للقبائل للتصدي للحوثيين تحت مسببين رئيسين وهما :
الاولالتناقض المذهبي من جهه وايضا اعطاء فرصه كبيرة للقاعدة كتيار ديني مضاد للحركة الشيعية التي يمثلها جماعة الحوثي .
الثاني التنافس والتناحر القبلي كإستمرار هيمنة قبائل شمال الشمال على الوطن اليمني وهذا لم يعد مقبولا.
ستكون النتيجة في صالح الرئيس السابق علي صالح ستنهار البلد امنيا وتزداد رقعة الانفلات الامني وتدهور في الاقتصاد ومن يتحمل المسئولية المتحكم السياسي للبلد وهم جماعة الحوثي وبذلك تظل الافعى الكبرى بعيده عن أي مسئولية مباشرة .
يهدف علي صالح من انهاك قوى القبائل المناهضه له و الحوثيين في مقبرة “مأرب” لعله يصل الى حضرموت وشبوه ليسهل التحكم وإسقاط الجنوب بعد التحكم في مثلث النفط (مارب – حضرموت شبوه(
وللتذكير بالأمس أقصي الحزب الاشتراكي وتبعه حزب الاصلاح والدور الان قادم على جماعة مران وهذا مصير كل من يتحالف مع "الثعبان الأكبر"
دول الخليج لم تعد تثق في شخص علي صالح وأركان نظامه لكنه لا زال يراهن باستغلال تخوف دول الخليج من التمدد الايراني الشيعي في المنطقه خصوصا ان علي صالح مدمن على مقولة ( انما العاجز من لا يستبد) وهو ليس بعاجز .
وأخيرا وليس اخرا..... نستطيع ان نصل الى قناعة بأن المرحلة الاولى من معركة صنعاء الكبرى ستبداء من الهلال الشرقي و معركتها الرئيسية مأرب التي قد تكون اقرب مما نتوقع خصوصا ان معارك البيضاء الاخيرة تهدف الى محاصرة محافظة مأرب وفتح جبهة قتال ضد قبائلها.
ملاحظة : الكوفي هي اختلاطُ الناس واضطرابهم
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها