لماذا بقي الحوثي وذهب هادي
في حين لم تحقق كل الطلعات التي شنتها طائرات امريكا منذ 2009 اهدافها المطلوبة سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى خلق توازن شيعي سني داخل اليمن ليشكل القوة الرادعة للقاعدة. لأن التصور الأمريكي ان اليمن يعتبر حاضنات شعبية توفر ملاذات آمنة لمقاتلي "أنصار الشريعة"
ما جعل الحوثيون يتصدرون المشهد من خلال سعيهم الى تصوير خطواتهم الانقلابيه أنها تهدف إلى القضاء على تهديد القاعدة التي لها وجود في شرق وجنوب اليمن.
* كما استفاد الحوثيين من، حسابات علي صالح الثأرية ودوافعه الانتقامية من كل المحافظات التي شاركت بقوة في ثورة "11 فبراير"، التي أطاحت به من الحكم في 2011".لتصنع تحالف مع صالح الذي قدم لهم جميع الوية الحرس الجمهوري أثناء دخوله صنعاء.
* التواطؤ الأمريكي الحوثي يفسره المفارقة العجيبة من من كانوا رافعين شعار : ” الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ” قد مروا أمام السفارة الأمريكية ” الشيطان الأكبر ” دون أدنى مساس أو تعرض لها ولو بشطر حجر .!في حين اتجهوا إلى جامعة الإيمان التابعة للشيخ الزنداني "المطلوب للامريكا" ليثخنوا فيها قتلا وسفكا وحصارا،
ليتكفل بعدها الحوثيين بالحرب على معقل القاعدة في رداع ،بغطاء جوي لطائرات أمريكية بدون طيار فوق رداع و دعما لوجستي عسكري لمقاتلي الحوثي من خلال تقديم معلومات وخرائط جوية عن مواقع تمركز مسلحي القبائل وتحركاتهم، لتسهيل مهمة الحوثي في اجتياح تلك المناطق.
في تلخيص كشاف لحقيقة المؤامرة التي تم تسليم اليمن بها إلى الحوثيين أو بالأدق إلى الإيرانيين ، بتعاون وتنسيق كامل مع أمريكا !!
ولم تكتفي أمريكا بدورها السابق حيث أوعزت للرئيس هادي بالصمت عن كل ما يجري، رغم أنه يرفض الخطة الأمريكية لضرب المناطق السنية في اليمن، التي لم تستثن محافظات جنوبية أيضاً"،
وهذا سبب استقالة هادي عندما رفض ان تكون محطة الحوثي بعد رداع هي مارب التي تمتلك اغلب ثروات اليمن لتداعياتها الخطيرة حيث كل الثروات التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني اليمني، ترتكز في مأرب، إضافة إلى مدينتي شبوة .
ما وضع الحوثي في مأزق حقيقي حيث ترافقت الاستقالة مع قررت الجماعة "خوض الحرب في مأرب تحت راية الجيش".
قلت خبرة الحوثي السياسية وغرورة جعلته ينفرد بالسلطة قبل ان يحقق هدف امريكا بدخول مأرب ومحاربة ما يسمىبالقاعده هناك جعلت منه الآن ووسط موجة إدانات واسعة شملت الداخل والخارج .
وفي ضوء ذلك، من المتوقع ألا يستمر هذا الحال طويلا، خاصةً أن الحركة حديثة العهد، وتفتقد للخبرة اللازمة لإدارة شئون الدولة، فضلا عن أن المناطق التي تسيطر عليها لا تمثل سوى 25% من مساحة الدولة، ويقطنها 30% من السكان، وإلى جانب وجود مصادر تهديد أخرى تواجهها الحركة، على غرار تنظيم "القاعدة" و"الحراك الجنوبي" الداعي للانفصال؛ فإن الوضع الاقتصادي السيئ وما يصاحب سيطرة الجماعة من أخطاء جسيمة، كلها عوامل تنتج مزيدًا من المناوئين للحركة، وهو ما يفرض عقبات أخرى أمام قدرة الجماعة على استكمال سيطرتها على مختلف أنحاء الدولة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها