لعبة هادي انتهت بــ (كش ملك)
لم أتفاجأ بقيام الحوثيين التتار بالسيطرة والإقتحام لدار الرئاسة ، ثم محاصرة منزل الرئيس المنزوع هادي ، وقد توقعت سابقًا أن يحدث ذلك وأشد عندما رأيت حجم مؤامرة عمران وسقوطها المدوي ، وعلمت يقينًا حينها أن الرئيس المفدى أراد التخلص من عبء من أوصلوه إلى سدة الحكم ، بل إني أؤكد أنهم سيقومون بأشنع من ذلك إن لم يقدّم استقالته ويخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه ، ولم يؤيد توسعاتهم الجيوسياسية ..
أعدت شريطة الذاكرة إلى الوراء قليلاً ، وتساءلت عن وصول الرئيس المنزوع هادي إلى هذه الحالة المزرية ، وقلت في نفسي لو كان اللواء / علي محسن وجيش الثورة المؤيدة له موجودين إلى جانبه مثلما كانوا هل كان ممكن يحصل له الذي حصل ؟! ، ولذلك كان الحوثيون والعفاشيون حريصين على إبعاد محسن عن المشهد السياسي والعسكري لأنهم يعلمون حجم الضرر الذي يمكن أن يسبّبه الرجل عليهم ، وقد علموا عقيدته وبلاءه فى الحروب الست عليهم ، ثم نقول : لو كان شباب الثورة الأبطال موجودين في خضم ثوريتهم المذبوحة في ساحة المؤامرة الكبرى ، ولو كانت الأحزاب السياسية وعلى وجه الخصوص الإصلاح موجودين بحيويتهم ويسيرون بنسق واحد مع الرئيس هادي ، هل كان ممكن أن يحصل له ما حصل وبهذا الصورة المروعة ؟! نقول لا وألف لا.
إذن المشكلة تكمن فى الرئيس المنزوع هادي نفسه الذي نزع من يديه كل مصادر قوته وسلطانه فانتُزِعَ منه كل شيء ، لجأ إلى أعداء البلاد الداخليين والخارجيين وارتمى في أحضانهم ، ولم يعلم أنه يحفر حفرته بيديه التي وقع فيها الآن ، ولم يُحسن توسيعها ، ولذلك فقد تمالأ على القيادات الشريفة من أبناء القوات المسلحة والأمن وكذلك جنودها بإهلاك عقيدتهم القتالية من الداخل ، وقتل معنوياتها بصناعة المؤامرات عليهم بإدخالهم في أتون صراع سياسي مقيت ، فهل سيقاتل الجندي بعد ذلك وهو يعلم أن دمه رخيص ومستباح وليس على أي قضية يقتل ، فبالتالي لن يدافع ولن يقاتل ، وظالم من يقول أن كل أبناء القوات المسلحة خائنة أو واهنة ، بل السبب الرئيس يعود إلى علمهم ابتداء ً مما جرى لزملائهم في عمران وصنعاء وكل مناطق اليمن من إدخالهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، فآثروا السلامة والرضوخ ، لأن الأمر فى الأخيـــــــــر لا يعنيهم ، وعلى ماذا يقاتلون ؟.
والتاريخ يتحدث دائمًا أن كل متآمر أو خائن مع أي طرف أو جهة ، ومهما كان الدافع والهدف لن يصنع منه بطلاً ، بل سيتم استخدامه للأمر الذي تواطأ عليه ، وفي حال توقفه أو تردده لن يُرحم بل سيُبطش به ، ولذلك ومن خلال سماعنا لزعيم التتار الحوثيين في خطابه قبل الإستقالة يسب ويلعن ويهدد الرئيس ، وكأنه موظفًا عنده ، ولم يعمل له أدنى احترام ، ويطالبه بالتنفيذ صاغرًا دون تردد بما طلب منه ، أو سيتم تنفيذ الخيارات المفتوحة علمت حينها كم هو صغير في نظرهم ، ولذلك كانوا يرددون عبارات أنه لم يُمس بسوء لاسترخاصهم قتله ، والقضاء عليه ، وأنه لا يستحق شرف الموت الشريف ليُصنع منه بطل أو يتوج قبل اسمه لقب ( شهيد ) ، مقارنة بالشهيد البطل / حميد القشيبي – رحمه الله - والذي فعلوا به الأفاعيل والتمثيل بجثته ، حقدًا عليه حيًا وميتًا ، لا لشيء إلا لأنه بطل ، وسيخلّده التاريخ أنه من أبطاله العظماء ..
اللهم لا شماتة على ما حصل ، وما سيحصل له من عواقب لنؤكد مقالة " من يزرع الشر يندم مهما يطول الزمن " وأن دماء الشهداء من أبناء القوات المسلحة و شباب الثورة ، والتي سفكت في بطون البوادي والمدن وسفوح الجبال والمهاد ، وعلى وجه الخصوص الشهيد البطل المغدور به / حميد القشيبي - رحمه الله -لم تكن رخيصة عند رب العالمين ، وأن انتقام الله شديد ممن أضاع حياتهم ، وأدخلهم في مؤامرات رخيصة ومسرحيات هزلية لتمرير المخططات الشيطانية ، وإني أرى أن إنتقام الله سيطول البقية الباقية من صناع مآزق وأزمات اليمن السعيد من الحوثيين والعفاشيين ، ولذلك فقد بدأ الله بالإنتقام من هادي باعتباره كان خائنًا لمن وضعوه على كرسي السلطة من الثوار الأبطال ، وما يقارب من سبعة ملايين ناخب ، لم يحصلوا على ما كانوا يتمنونه منه إلا مزيدًا من المآسي والعنت والظلم ..
الآن اللعبة انتهت أو كادت تنتهي بــ (Check Mate) أو ما تسمى بـــ ( كش ملك ) ، وقد وصل الحال بالدول العشر المؤيدين له سابقًا إلى قناعة بعدم جدوى بقائه ، ولا الوقوف معه ، ولا حتى الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها وقد رأينا زعيم التتار الحوثيين لا يبالي بمجلس الأمن ولا بما سيصدر عنه ، لأنه لا يؤمن إلا بمنطق القوة ، والقوة فقط ، فبات الرئيس هادي منزوعًا من كل شيء حتى من الكرامة التي داسها الحوثيون في عقر داره ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها