هادي والوضع المعقد !
تمر البلاد بحالة من الانهيار والانزلاق إلى المجهول وأصبح الرئيس هادي اليوم عاجز عن الخروج من بين حيطان غرفته الأربعة ، حصار شديد مفروض عليه ولن يستطيع حتى الذهاب إلى المستشفى إن استدعت حالته ذلك .
وبعد أن وصلت القوى الجديدة إلى صنعاء وأجتاحت كل شيء أمامها ومهدت للوصول إلى مفاصل الدولة وطوقت المقرات الحكومية ومنازل القيادات أثبتت أن شعاراتها جوفاء وتعرت أمام الجميع فهي أمر واسوأ من نظام صالح فقد أثبتت أنها تمارس العنصرية والمناطقية أثناء استهدافها للقيادات الجنوبية بالذات .
الوضع أصعب من وصفه بالمعقد والأحداث متسارعة والتحليل قد يخفق أكثر مما يصيب ، وعبدربه أثناء حكمه لو كان قادراً أن يأتي للجنوبيين بالانفصال لعملها من دون أي تردد ، لكن الرجل كان عاجز عن حماية نفسه فلا نلومه ، وأكثر ما كان يمكن أن يقدمه للجنوبيين هو منحهم إقليمين وأربعة للشمال وكافح من أجل ذلك لكنه أصبح عاجز بل وأصبح ضحية مشروعه هذا رغم إدراكه أن الجنوبيين رافضين ذلك رفضا قاطع ، وربما كان يدرك ايضاً أن الحوثيين لن يقدموا للجنوب أكثر مما كان ينوي أن يقدمه وكان حديثهم عن المظالم مجرد حديث مستهلك .
هادي بمواقفه هذه عبر عن حسن نيته ، لكنه وللأسف كان في غابة تسكنها أشباه بشر متوحشة نخروا جسده قبل أن يقدم شيء للوطن ، بالرغم أنه كان وحدوي حتى العظم وأستهدف نشاط الحراك إلى حد كبير إنتصارا لمشروعه أولا ، و إرضاء لمن لم يرضوا عنه ثانيا ، لكنهم أثبتوا أنهم الانفصاليون ولا مكانة لأي جنوبي بينهم ، وبهذا يكونوا الجنوبيين قد أخذوا درسا قاسيا وأتمنى ممن ينوي الشراكة مع صنعاء أن يأخذ العبرة مما حصل .
وكنا نسمع أصوات للإخوة في الشمال يحملون هادي كامل الأخطاء وأنه لن يستطيع حماية الثورة والنهوض بالوطن في فترة قياسية ، لكن الأيام أثبتت أن المشكلة ليست قي شخصه بل في فلول صالح القابع خلف هذه القوى ، وفي الجيش الهش الذي أعتاد أن يكون ولاءه لأشخاص وجهات بعينها ولا يتمتع بروح وطنية للقيام بمهامه عكس ممارساته ألا اخلاقية في الجنوب ، وربما قد تأتي يوم ونقول سلام الله على هادي !! فهم لن يخرجوا من هذه الدوامة في صنعاء والبحث عن رئيس جنوبي محلل بعد أن عرفهم الجنوبيين قد يستغرق ذلك وقت إن لم يكن صعباً، ونقول لهذه الأصوات ها أنتم ألان في وضع ألا دولة أرونا ماذا أنتم فاعلون ؟
لله وللتاريخ الحق يُقال ، لقد كان للجنوبيون في صنعاء بقيادة هادي همَّ بناء دولة يمنية حديثة لكن أصحابها أثبتوا أنهم لا يستحقونها وما القبض على رموز الدولة الجنوبيين ونفي البعض من الذين وضعوا البداية لذلك إلا شاهد على هذا الكم من الحقد لكل ما هو جنوبي ، وقلت ذلك من باب الإنصاف ولم أكن يوما من حملة المباخر بل من أكثر المناهضين لفترة حكم هادي نظرا لما تعرض له الجنوب أثناء حكمه .
اليوم يتطلب على الأخوة في الشمال أن أرادوا العيش بسلام الرفض لهذه القوى واستمرار ثورتهم مالم سيظلوا تحت رحمتها بلا رحمة ، وعلى أخواننا في الجنوب أن يمضوا بثورتهم لتحقيق أهدافهم الواضحة وأن يكافحوا حتى تشرق شمس الحرية مهما كانت الصعوبات فحريات الشعوب الثائرة لا تقهر ولن تعود حتى تنال استقلالها .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها