رحيل عملاق الصحافة.. عقل القضية الجنوبية!
ببالغ الحزن والاسى تلقينا نبأ رحيل عملاق الصحافة الجنوبية وعقل القضية الجنوبية الاستاذ القدير والمناضل الوطني البارز الصديق العزيز/ هشام باشراحيل ناشر ورئيس تحرير صحيفة الايام الغراء التي مثلت منذ انطلاقتها الثانية 1990م وهج القضية الجنوبية الذي اراد دعاة الوحدة المزعومة دفنها والقضاء المبيت على الهوية الجنوبية الذي حمل الاستاذ هشام باشراحيل ورفاقه على عاتقهم ومنذ وقت مبكر مسؤولية الدفاع عنها والحفاظ عليها من كل محاولات النظام السابق في الطمس والتهميش ومثلت الايام الصحيفة والاستاذ هشام باشراحيل منذ وقت مبكر , خط الدفاع الحديدي المستميت لأفشال كافة محاولات الرئيس المخلوع ونظامه الاستعماري المتخلف , لتدمير الشخصية الجنوبية والقضاء على هوية وادمية الانسان الجنوبي .
وكانت الايام ورئيس تحريرها بمثابة “النسق الاول المتقدم” الذي تصدى بكل شجاعة وكفاءة واقتدار للهجمة الاعلامية المدروسة والخطاب السياسي التدميري الممنهج لتشويه التاريخ الجنوبي وتشويه الهوية الجنوبية وطمس تاريخ وهوية شعب الجنوب العظيم رغم المقارنة غير المتكافئة بين صحيفة اهلية مثل “الايام” المتواضعة ومحدودة الامكانيات المادية والفنية , وبين مؤسسات دولة بكامل ثقلها السلطوي القمعي والمالي والامكانيات والوسائل الضخمة من اذاعات وتلفزة وصحافة الخ !
لكن بكل صدق وحقيقة وشجاعة واقتدار مثلت الايام ورئيس تحريرها الاستاذ القدير هشام باشراحيل وكافة كتابها من حملة مشاعل الفكر والتنوير الاوفياء , مثلت البيئة الحاضنة للقضية الجنوبية والدافع الرئيسي لانطلاق الحراك الجنوبي الذي اصبح يسيطر على ساحات وميادين الحرية في عموم مناطق ارض الجنوب الحبيب !
ولقد تحمل فقيد الوطن والشعب الاستاذ هشام وشقيقه الاستاذ تمام باشراحيل , مالم يقوى على تحمله الاخرون من قادة الدولة الجنوبية الذين اختفوا وتواروا عن الانظار ممن نهبوا اموال الشعب الجنوبي ولاذوا بالفرار تاركين خلفهم شعب الجنوب يلقى مصيره المأساوي المحتوم الذي ساقوه اليه , خلال قيادتهم له من هزيمة الى اخرى , ولم يحني رأسه الاستاذ هشام باشراحيل من العاصفة كما فعل الاخرون .
ودفع الثمن الغالي لما تعرض له من التهديد والوعيد ومحاولات الاغتيال المتعددة وملاحقة كتاب الايام ومصادرة الصحيفة ومحاربة ومنع توزيعها ونهب سيارات التوزيع واقتحام منازل الـ “باشراحيل” في كل من صنعاء وعدن ومهاجمة مقر “الايام” بالقوات العسكرية والامنية القمعية واعتقال رئيس التحرير ونجليه هاني ومحمد في ابشع صور إذلاليه تكشف زيف الوحدة والديمقراطية التي كان يتغنى بها النظام الديكتاتوري الهمجي والرئيس المخلوع الذين لن يتأسف أحد على رحيلهم حتى من اقرب المقربين لهم او من البلاطجة الماجورين الذي كانوا يستخدمونهم للقمع والبطش بالأخرين وهذا هو حال ومصير الطغاة والظالمين .
لكن هنا في عدن ,غدا ستخرج عدن الغالية وسيخرج شعب الجنوب العظيم عن بكرة أبية في اكبر موكب جنائزي مهيب وفي مواكب رمزية مشابهة في عموم أرجاء وطننا الغالي , لتوديع هذا المناضل الوطني البارز عملاق الصحافة الجنوبية وسلطان الكلمة الشجاعة ,الصادقة والامينة الاستاذ القدير هشام باشراحيل رحمه الله الف رحمة ورحمة.
والذي برحيله فقد الوطن خير ابناءه الاوفياء المخلصين وفقد شعب الجنوب العظيم احد ابرز قادته ومناضليه الميامين وافتقدته الصحافة الجنوبية علما بارزا من اعلام الفكر والتنوير واحد ابرز رجال الكلمة الصادقة والامينة رحمه الله .
وفقدت برحيله ابا حنونا واخا حميما وصديقا وفياً ورجلا متواضعا وأنساناً خلوقا لن انساه ما حييت !
وبهذا المصاب الجلل نتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة الى الصديق العزيز الاستاذ تمام باشراحيل والى اولاده الاعزاء باشراحيل ومحمد وهاني وكافة افراد الاسرة الكريمة وهيئة تحرير “الايام” سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته وان يلهمهم جميعا بالصبر والسلوان .
وأنا لله وأنا اليه راجعون .