أكتوبر..ثورة ضد الاستعمار والتشطير

يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الـ49 لثورة 14أكتوبر المجيدة ، الثورة الأبرز في الجزيرة والوطن العربي لتحرير الوطن من المستعمر الذي جثم على أرض الوطن أكثر من قرن ،حاول فيه ترسيخ التشظي في جنوب الوطن الذي كان مفتتاً إلى أكثر من عشر دويلات يحكمها سلاطين يملكون الشجر والحجر, وهو التشظي الذي سهل على المستعمر البقاء فترة أطول بفضل النزاعات وسياسة «فرق تسد» بين الدويلات الهزيلة والسلطنات.. ولم يقف هذا العبث حتى انطلقت الثورة التوحيدية التي آمنت بعمق بوحدة الوطن اليمني واتخاذ توحيد السلطنات كطريق لتوحيد اليمن الكبير وكانت الثورة تستهدف إنهاء الاستعمار والسلاطين كوجهين لعملة واحدة ، هذا التحرير ماكان ليتم لولا هذه الروح الوحدوية التي انتصرت في ثورة 26 سبتمبر بنضال اليمنيين شمالاً وجنوباً ،فقد حارب الجنوبيون في ثورة 26 سبتمبر وكانت عدن قاعدة الانطلاق الأساسية للثورة السبتمبرية التي تحولت بدورها إلى قاعدة إسناد مباشر لثورة أكتوبر وثوارها الذين كانوا خليطاً من الشمال والجنوب ،واستشهد الكثير من أبناء المحافظات الشمالية في ثورة أكتوبر وبرز منهم شهداء ورموز مثل الشهيد(عبود) من أبناء الدعيسة محافظة تعز، وانخرط الكثير في قيادة المقاومة ووصلوا إلى مناصب عليا في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية بعد التحرير مثل عبدالعزيز عبدالولي والدالي ومحسن الشرجبي وإلى رئاسة الدولة في شخص عبدالفتاح اسماعيل، كل هذا تحت شعور الوطن الواحد والنضال المستمر لتحقيق الوحدة اليمنية التي حاول علي صالح(لهفها) ويحاول اليوم هو وعلي سالم إجهاضها بالتحالف مع بقايا الإمامية وكأنهم يمارسون حركة خائبة للانتقام من الشعب اليمني وروحه الوحدوية التي ستنتصر حتماً بإذن الله.. لقد كانت ثورة 14 أكتوبر ثورة تحررية من الاستعمار والتشظي ثورة وحدوية شكلاً ومضموناً نصاً وروحاً.