مدرسة سقطرى . معناه و إهمال
الساعة السادسة صباحا وعلى أصوات العصافير الجميلة يستيقظ احمد البالغ من العمر 13 سنة طالبا في الصف السادس الأساسي نشيطا متعطشا لرؤية زملائه بالصف ومستعدا ليوم كله نشاط وحيوية ليتلقى معارف جديدة تنير دربة ويكون المدرس أنموذجا لبناء مستقبلة .
يأخذ احمد الأقلام الملونة وكتبة الجديدة وكراريس المواد الدراسية الرسوم على الغلافات الخارجية بمختلف الألوان الزاهية والجذابة التي صنعتها أنامله الذهبية تحت إشراف الأبله المتخصصة برسم الابتسامة على شفاه الطلاب بحصة الإبداع .
يخرج من منزلة متجها إلى مدرسته النموذجية ووجه يشع نورا مع زملائه بنفس الحي وينشدون بكل تفاؤل وأمل " نحن شباب المستقبل .....الخ .
يصل مع ورفقاءه إلى أمام مدرستهم ويحدقون على لوحة الشعارات مكتوب عليها اليوم "معا نبني مستقبل اليمن " اللوحة التي تغير كل صباح يوم دراسي بإشراف المشرف الثقافي للمدرسة ومديرهم بباب المدرسة متبسم لهم ويعطي كل طالب "علم اليمن " نقش على اللون الأبيض " اليمن أغلى وأعلا " رسالة مديرهم هذا اليوم .
يمارس مع بقية زملائه طقوس اليوم الدراسي " طابور الصباح, الاستماع للإذاعة المدرسية , وترديد النشيد الوطني , وأداء تحية العلم " بكل نشاط وبعدها يتوجهون بانتظام كلا إلى فصلة ليستقبلهم رائد الفصل متبسم هو الأخر لهم بعد مدير المدرسة .
يجلس مع رفيقة منفردين على الكرسي والفصل مجهز بكل الأجهزة الحديثة لتهيئة ألجو للطلاب لتلقي كل جوانب العلوم والمعارف ؛ ونظافة المدرسة وممراتها ومقصفها المجهز بكل الاحتياجات ليكون أنموذجا .
هكذا احمد يحلم بان يكون يومه الدراسي ومدرسته ومديره ومدرسيه والساحة المدرسة ومقصفها .. ليطلق أهات الحرمان ممزوجة مع قليل من الأمل في سما حياته بان يرى يوما نموذجيا حتى وان كان في سبات الأحلام .
فما ذكر سابقا كان تمهيدا لمعناه كل طالب واحمد واحد منهم , يدرسون بمدرسة لا تمد لبناء الأجيال بصله حتى الاسم ؛مدرسة سقطرى بمديرية معين بأمانة العاصمة أنموذجا للإهمال بكل ما تعانيه من معنى ؛ الهرم التعليمي فيها من الأساس إلى الرأس خراب أهون من بيت العنكبوت المنسوجة بخيوط وهمية للتعليم ؛ فمديرهم الذي لا يتصف بالمدير القيادي او التربوي او الأب لهم يحرمهم من ابسط الحقوق التربوية التي كفلها القانون اليمني او المواثيق الدولية او حتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, باستخدامه كل الطرق والأساليب الممنوعة وتحويلها من صرح شامخ للتعليم إلى ثكنة عسكرية ضباطها المدرسين وجنودها طلاب بمكتمل العمر.
الإهمال والقاذورات وغياب الضبط والربط للكادر بالمدرسة جعل من أبنائنا الطلاب عدم الاهتمام بالعملية التعليمية وحتى حفظ النشيد الوطني وترديد تحية العلم في ظل إدارة فاشلة في تأهيل كوادرها لإخراج الطالب بثقافة ومعرفة يستفيد منها مستقبلا .
فتحزب المدرسة والصراع القائم بين المدرسين ومديرها والطاقم الإداري فيها جعل الطلاب ضحية تلك المهاترات والمماحكات السياسية وهم في غنى عنها وحرمانهم من الحقوق الأساسية " كراسي مكسرة أو معدومة كليا و كتب ممزقة وساحة مليئة بأكوام النفايات ومقصف مهمل " كل هذا الإهمال من القائمين على الحركة التعليمية في مدرسة سقطرى لا يهتمون في إيجاد حلول جذرية لها بالرغم من قرب إدارة التربية والتعليم بالمديرية والتي لا تبعد عنهم غير أمتار قليلة وهي المعنية .
فالتغيير فرض واجب للحفاظ على سير العملية التعليمية التي يصرف لها ملايين الريالات للقضاء على الأوضاع القائمة في المدارس وسقطرى احدها .
بالتعليم نسعى لبناء اليمن الجديد والتعليم أساس البناء ورقي المجتمعات .