اليمنيون بين إعلام المخلوع والمخدوع
انقطاع الانترنت على معظم مديريات محافظة الضالع، جنوب العاصمة صنعاء، في ذكرى التصالح والتسامح 13 يناير، وأيضاً في مناسبة المهرجان الإلكتروني لنصرة مآرب، يعد عملاً متعمداً.
بعد أن حققت "تظاهرة الحوثي" أكثر من 9 ملايين مشاهدة، قطع الإنترنت بذريعة خلل فني لمنع الناس من التعبير عن آرائهم. هذا العمل السيئ يقوم به الثلاثي (الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثي وأزلام علي عبد الله صالح)، كونهم من يديرون الدولة اليوم.
حجب وتضييق وسائل الاتصال عن الناس لا يجديان نفعاً، بل سيشعلان ثورة مسلحة، كون أفعال مسؤولي اليمن واقع يتجرعه كل يمني في ربوع البلاد، إذ تعمدوا بما يملكون من أموال منهوبة من حق الشعب تكوين شبكة إعلام من قنوات وصحف ومواقع إخبارية ومحركات بحث، تخدم مشاريعهم الخبيثة، لجلال هادي وسائل إعلامية خاصة تنشر أخبار التسليع والتضليل، بحيث لا تقبل أي مصدر آخر قد يتناول أي نقد للرئيس هادي.
أما الرئيس المخلوع، عبد الله صالح، فقد استخدم الإعلام الرسمي لتضليل الناس وخداعهم، لعب في عواطفهم على حساب عقولهم، كرس في حياتهم الاختيار بين الجوع والخوف، بينما تكرس شبكة جلال هادي الإعلامية "حياة وادي الذئاب" "وتلطيف الدماء "التي تراق ونشر الاكاذيب.
يعمل إعلام صالح باتجاهين، اتجاه وصم قوى ثورة فبراير بالإرهابيين، ومحاولة تصفيتهم من كل مؤسسات الدولة، يتزامن هذا مع سيطرة الحوثيين على مؤسسة الدولة كافة. في الوقت نفسه، يقوم بعمل إيحاءات بأن ما حدث في 21 سبتمبر، وما بعده، هو تصفية للفاسدين ويتجنب نشر جرائم وانتهاكات الحوثيين.
بينما يقوم الاتجاه الآخر لشبكات صالح الإعلامية، بتوجيه النقد الحاد للرئيس هادي واتهامه بالتفريط بالدولة.
في المقابل، يسيطر الحوثيون على مؤسسات الإعلام الرسمية، ويديرونها إعلامياً ومالياً، وأصبحوا هم من يديرون الخطاب السياسي والإعلامي للرئيس هادي، وعبر عناصرهم التي فرضوها في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية.
يتحمل الرئيس هادي والحوثيون كل ما يحدث في اليمن، كونهم الحكام الحقيقيين على الواقع. واخيراً، لن يسكت انقطاع الإنترنت أو الإعلام المضلل صيحات اليمنيين المطالبة بالحرية.
المصدر: العربي الجديد
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها