اليمن ينزف ولا مسعف !
اضطررت لأداء صلاة الجمعة في الشارع عندما تفاجأت بحراسة أمام المسجد بعد أن سرت شائعة في الليلة السابقة أن أحدهم أراد تفجير عبوة ناسفة واتضح لاحقا أنها ولاعة فارت وأطلقت صوتا أثار الرعب والفزع في نفوس المصلين.
في مسجد آخر امتلأ خزان الماء فأثار صوتا بدأ للوهلة الأولى وكأنه بداية انفجار فإذا بنصف المصلين يفرون فزعين حتى تبين لهم الأمر فعادوا.
ويبدو أن الحالة النفسية تلعب دوراً خصوصا في هذا الوضع الأهوج الذي يعيشه البلد وفي ظل فلتان أمني يجعل كل الأماكن مستهدفة .
لو كانت الحروب والقوارح والانفجارات تؤكل لكان الشعب اليمني أغنى شعب في العالم.
دخلنا 2015م ومازال الشعب اليمني هو الشعب الوحيد في العالم تقريبا اللي ما يعرفش حاجة اسمها دموع الفرح.
لا الكلام قادر يعبر عن مشاعر اليمنيين ولا الدموع قادرة على وصف حجم آلامهم.
لم نكن نتوقع يوما أن ما نشاهده في التلفاز من أخبار قتل وتفجيرات وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة سيصل إلى اليمن حتى في أسوأ أحلامنا لم يكن يخطر ببال أحدنا أن يصحو من نومه فيسمع عن قتلى بالعشرات في هذه المحافظة وتلك ، هنا، وهناك ولايمر فيه يوم إلا وتنزف فيه دماء.
والسؤال لنا جميعا في دول الصقيع العربي ما هي منتجاتنا ؟! ماذا نزرع ؟
هل أصبحت زراعة الحروب والعبوات الناسفة والتعبئات المحملة بالكراهية بين أبناء البلد المسلم الواحد، وصناعة الموت هي المنتج الوحيد ؟
ماذا ننتج في الوطن العربي مقارنة بما تنتجه الدول الأخرى في العالم؟
حصيلة إنتاج العالم العربي مجتمعا ( بعدد سكانه الذي وصل إلى 300 مليون نسمة) لا يساوي إنتاج دولة أوروبية متوسطة الحال كاسبانيا !!
قالها موجوع ذات مرة ونرددها بذات الوجع وأكثر : لا أحد يقولي كل عام وأنت بخير
انا لست بخير ووطني موجوع يتألم ، انا لست بخير وبلدي ينزف ومدنه تغرق في الخوف والجوع والظلام، والسلام يحتضر بدلا من أن ينتشر.
كلما حاول هذا الشعب أن يستجمع قواه ليتفاءل ليشعر بقليل من الأمل بمستقبل أفضل تباغته صدمة أقسى من سابقتها وماذا نملك ان نفعل أو نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها