مولد المصطفى وخلاف الضعفاء
في ذكرى مولدك يا رسول الله ها نحن نؤكد أننا أمة تعشق الخلاف دوما،اختلفنا في أمور ديننا وأمور حياتنا وفي أمور لا دواعي للاختلاف والخلاف فيها حتى في ذكرى مولدك يارسول الله ها نحن نختلف أيضا في تحديد الزمن ،ونختلف في كيفية الاحتفاء بمولدك، وهل الاحتفاء جائز أم غير جائز؟ حتى لقد نسينا بسبب فوضى الخلاف كيف نتخاطب معك كقدوة لهذه الأمة؟
إن بعضا ممن يحتفلون اليوم هاهم باسمك- للأسف -يرتكبون جرائم القتل
والتهجير ويمارسون السلب والنهب، ويتسولون للاحتفاء بك.!! لم يكن هذا الخلاف ياحبيب الله يشابه اختلاف العلماء في بعض المسائل بل نحى منحى آخر ونتج عن ذلك ،تمزق الصف ،وتشظي المجتمع ،ونتج عنه تصدع القلوب، وإزهاق الأرواح ، وخراب البيوت ، وتدمير دور العبادة والعلم ،وعمل على إذكاء الثارات وتسيد العصبيات، واستحلال المحرمات، وانتهاك الحرمات، وبرزت الأنانية في أقبح صورها، وتمترس البعض من أجل الانتصار للنفس ،وغابت الأخوة ،وتلاشت تعاليم وقيم الدين السمحة من القلوب، خلاف يارسول الله أوصلنا إلى نسيان ديننا والعمل له ،ونسيان قضايا الأمة.
بل أودى بكل مجتمعاتنا إلى الفرقة والتشتت والضياع، خلاف جعل العدو يقهرنا
بسهولة، ويصادر أراضينا ،وينهب ثرواتنا. خلاف أوصل مجتمعاتنا إلى الفقر
والتخلف والفوضى.
عذرا ياحبيب الله إن كان هذاهو وضعنا المؤلم اليوم .
فواقعنا تتسيده التباينات التي لا حدود لها ، واقعٌ مولم سببه ابتعادنا عن كتاب ربنا، وسنة نبينا، سببه العصبيات الجاهلة والتدين المنقوص ، نسينا أو تناسينا أنك رحمة للعالمين ، صارت بعض الضمائر معتلة ، وبعض الأفكار مختلة، وغاب الوعي وتسيد الغباء.
نسينا أن نبع المودة الدافق من قلبك قد حول قلوب المؤمنين من حال إلى حال فصارت تلك القلوب واحات حب لله ولرسوله وللمؤمنين ولهذا الدين ، أما اليوم فقد صارت القلوب قاسية ومن يتصدر ليدعوها للهداية فإنه يفرق ولا يؤلف وينفر ولا يبشر. لكننا يارسول الله مازلنا نؤمل أن تنقشع هذه الغمة عن واقعنا إن شاء الله، ويعود الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله وتجسيد( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) في واقعهم ، لعل ذلك يكون قريبا بحوله وقوته.
يارسول الله.
أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ
وليسَ الحبُّ تعبيرًا
عن التقوى أو الإيمانْ
وليسَ لأنني المسلمْ
وليسَ لأنني الولهانْ
وليسَ لأنني عبدٌ
ومأمورٌ من الرحمنْ
فحبُّكَ داخلي نوعٌ من الظمأِ ،
من الحرمانْ
أنا الماءُ ..
على شفتي
ودومًا في الهوى ظمآنْ
أحبُّكَ يا رسولَ اللهْ.
عبد العزيز جويدة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها