اسمك له جائزة !
هناك رابط روحي ووجداني بين “صاحبنا” وتاريخ 14 أكتوبر، فقد شهد هذا اليوم من العام 1949م قدومه إلى الدنيا في منطقة الشعيب بمحافظة الضالع، غير أدواره البطولية في ثورة 14 أكتوبر الخالدة، التي تجلت منذ انضمامه لصفوف الجبهة القومية في 1965م، وتعرضه للاعتقال مرات عديدة، وتنقله بين معتقلات “زنجبار- البحرية بعدن- صلاح الدين بعدن - سجن الصحراء عدن”، وكأنه ولد ليناضل من المهد إلى اللحد، فكانت حياته ومازالت سفرا من النضال والتضحية.
فصول حياته مليئة بالمتاعب المعنونة بشظف العيش وقسوة الأيام، لكنها ملأت وجدانه بقيم الصبر والاعتداد بالنفس، علّمته كيف يعيش واقفاً، ومنحته شجاعة لقول كلمة الحق في أحلك الظروف وأكثرها خطراً على النفس والمال والأهل.
تنقل بين الوظائف والمناصب التربوية والحزبية والدبلوماسية والثقافية والرياضية والبرلمانية، التي تعامل معها كحالة نضالية غير منفصلة عن نضاله ضد المستعمر، بروح ثورية متطلعة لبناء دولة تصون كرامة الإنسان.
لم تكن الوحدة اليمنية، بالنسبة له مجرد مفردة في قَسَم يردده كل صباح، أو شطر في قصيدة شعرية يكتبها، أو زامل، أو أنشودة يعلمها أطفاله وتلاميذه، أو تسمية إحدى فلذات كبده “صنعاء”، كانت عقيدة وايدولوجيا وقضية مصيرية غير قابلة للمساومة، فتنازل عن منصبه كوزير أثقلته الخبرات والتجارب، ليقبل بالرجل الثاني في الوزارة.
كان أول من رفع علم الجمهورية اليمنية قبل “العليين”، حيث يقول: “أعترف بفخر أنني رفعت وزملائي في المجلس الأعلى للرياضة في آخر بطولة في مارس 1990 علم الجمهورية اليمنية في ملعب الشهيد الحبيشي وعندما سألني البعض لماذا؟ قلت لقد اعتمد مشروع الدستور والعلم بهذه الألوان الأسود والأبيض والأحمر وهو أيضا علم ثورة 14 أكتوبر المجيدة حمله الجميع لطرد الاستعمار البريطاني إنه علم الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي”.
لكن حرب صيف 94 قتلت حلمه وأحلام ملايين اليمنيين، لكنه لم يفقد ثقته بعقيدته تلك، فهو يقول: “الوحدة ذُبحت بحرب صيف 94، والآن نريد أن نقيم دولة موحدة جديدة، يعني الوحدة الاندماجية انتهت آنذاك، والتي كانت وحدة قائمة على الضم والإلحاق، لكن وحدة القوة فشلت في نفس الوقت، ونحن نريد إعادة بناء اليمن”.
منذ تلك الحرب التي قتلت الحلم، لم يهرب، كان آخر من غادر صنعاء وأول من عاد إليها، ظل واقفاً على قدميه، مشدوها نحو أفق الغد، فتم تجاهله وتهميشه، بل ومطاردته ومحاولة اغتياله، لعجزهم عن إشاعة روح الخوف في داخله المسكون بشجاعة تعانق السماء.
مؤخراً أقر مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية منحه جائزة اللجنة الأولمبية للعام 2014م التي تحمل عنوان “الرياضة والفن”. وهو اعتراف متأخر جداً، وجاء بارداً كبرودة أجواء صنعاء والقائمين على الشأن الرياضي والسياسي في البلد.
صاحبنا، تعود علاقته بالعمل الأولمبي إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي, وفي عام 1984م شغل منصب نائب لرئيس اللجنة الأولمبية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ثم رئيساً للجنة الأولمبية بدرجة وزير للفترة 86 - 90م، وفي 8 فبراير 1990م تم انتخابه رئيساً للجنة الأولمبية اليمنية الموحدة، قبل إعلان مشروع الوحدة ببضعة شهور، وبعدها تم تعيينه نائباً لوزير الشباب والرياضة، ما يعني أن الجائزة لن تضيف شيئا لتاريخه الرياضي بقدر ما تمثل إضافة للجائزة ذاتها.
أتحدث هنا عن المناضل “محمد غالب أحمد” عضو المكتب السياسي رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها