عن المدفعية وجماعات متخلفة تقتات من ضجيج ماسورتها
اﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺁﻟﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺘﻮﺣﺸﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﺎ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺗﺠﺮﺩﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻻ ﺃﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﻴﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ : ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻉ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻳﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺮﺍﻣﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺻﺮﺍﺧﻪ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﺎﻡ ﻣﺴﺤﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﺬﻳﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺸﻮﺓ ﺑﺸﺘﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺍﺕ.
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺤﻄﻢ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﺳﺘﻴﺎﺀ ﻋﺎﺭﻣﺎً ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺸﻐﻒ ﻟﻜﻲ ﻳﻐﺮﺯﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻇﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﻲ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺿﺠﻴﺞ ﺁﻟﺘﻪ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﺏ ﻭﺩﻣﺎﺭ ﻭﺳﺤﻖ ﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ .
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺭ ﻳﻘﺮﻥ ﻛﺒﺮﻳﺎﺅﻩ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﻳﻘﺒﻊ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﻭ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﺰﺍﺑﻠﻪ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺘﻤﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ، ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺪﺓ ﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻧﺤﻄﺎﻃﺎ ﻭﺗﺨﻠﻔﺎً.
ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺃﻭﺛﻖ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻣﺆﺧﺮﺍً ﺣﺼﺪﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﺭﺣﺐ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﻤﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﻏﺘﺎﻟﺖ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻌﺪﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﺣﺮﻭﺏ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻚ ﺷﻔﺮﺍﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺗﻔﺘﺘﻦ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺍﻧﻔﻜﺖ ﺗﺴﺘﻌﺮﺽ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﻊ ﻋﺒﺮﻫﺎ، ﻭﺗﺼﺎﺩﺭ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﺗﺤﻔﻆ ﻟﻬﻢ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺗﺘﻔﻬﻢ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ .
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻧﻤﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ , ﻭﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻄﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﺍﺯﺩﻫﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻭﺃﺛﺮﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ .
ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻤﻖ ﻣﺄﺳﺎﺗﻨﺎ ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻛﻮﺍﺭﺛﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻏﺪﺕ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺗﻐﺘﺎﻝ ﻛﻞ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻟﻮﻥ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺁﻣﺎﻟﻬﻢ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺳﻴﺒﻮﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ، ﻓﻠﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎﺕ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺳﻨﻈﻞ ﻧﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ ﻣﺎﺳﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها