ورود على جبين الحزب الاشتراكي!
عقد الحزب الإشتراكي اليمني مؤتمره (المجلس الحزبي الوطني)، وقد تشرفت بحضور حفل الإفتتاح البهيج الذي أقيم في قاعة الكلية الحربية بصنعاء، كان المشهد جميلاً.. وطنياً.. ثورياً.. وحدوياً.. هتف الإشتراكيون للحزب ولليمن وللوحدة وللدولة المدنية التي تحتكر السلاح للدفاع عن الوطن وليس لحماية مصالح الحكام، الزهرات قمن بتوزيع الورود على الضيوف، وقد كان حظي وردة بيضاء ندية تحمل معاني التسامح والصفاء، والمودة والإخاء...
كان الحضور متميزاً، ضم كل ألوان الطيف السياسي، التقيت زملاء من قادة الإشتراكي بعد فراق دام أكثر من عشرين سنة، الكلمات التي أُلقيت حضرت فيها هموم الوطن وأجمعت على أهمية التعايش والتعاون في بناء يمن يتسع لكل اليمنيين، وقيام دولة العدالة والمساواة التي لا تمايز فيها ولا إقصاء.
كنت مسروراً لأني رأيت الفرحة ترتسم على وجوه الاشتراكيين الحاضرين رجالاً ونساء؛ كيف لا يسعد من يرى شريك النضال سعيداً جذلاناً، وكيف لا يحزن من يرى أي يمني حزيناً محسوراً!!
قال الإشتراكيون في مؤتمرهم ما يريدون؛ قد لا يتفقون مع غيرهم في بعض التفاصيل، لكنهم أجمعوا على حبهم لليمن وحرصهم على وحدته وسلامته واستقراره وأمن جميع مواطنيه.
عبر الإشتراكيون عن وفائهم لمناضليهم القدامى وعلى رأسهم الأمين العام السابق علي صالح عباد ( مقبل)، وقدروا جهد الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي قاد الحزب في ظروف حرجة وصعبة، وسلموا الراية للدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، وأحدثوا تطويراً في هياكلهم، وضخوا دماء جديدة في قيادتهم فصعّدوا الدكتور محمد المخلافي ويحي منصور أبو أصبع وفضل الجعدي وطيبة بركات إلى رأس الهرم...
لقد اختلفنا مع الحزب الإشتراكي والتزمنا معاً بشرف الخصومة، واتفقنا من أجل اليمن فتشاركنا الآلام والآمال، وجمعتنا محطات من النضال المشترك، ومررنا بلحظات عصيبة بلغت فيها القلوب الحناجر، وفي الشدة يُعرَف معادن الناس، وقد كان من عرفتهم من قيادات الإشتراكي أمثلة رائعة للشجاعة والتضحية ونكران الذات...
هناك حدائق غنّاء تجمعنا، وتبقى مساحة جدباء نختلف فيها لكنها محدودة، وحب الوطن وصدق النوايا ستمكننا من زرعها بالعشب الأخضر؛ فلْـنسقِـها بالتعايش، ونزرعها بالمحبة لنتمكن من محاصرة البقع اليابسة ونملأها بالورود والرياحين.
التهنئة لقيادات وقواعد الحزب الإشتراكي على عقد مؤتمرهم، ومسرورون لرؤية النجاح وروداً على جبينهم، وعقبى لبقية الأحزاب السياسية، فما أجمل أن نرى العافية تدُبُّ في أجساد تنظيماتنا السياسية لتسري منها إلى جسم اليمن الكبير...
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها