إلى أهلنا في الجنوب..
الأفضل من كل هذا العبث الذي لا أظنه سيفضيء إلى شيء هو الاستعداد للحوار الوطني القادم والبدء من الآن في وضع الأهداف والتصورات واختيار الشخصيات السياسية المؤهلة والقادرة على المحاورة والتحاور على أن تتوافر فيها مميزات عديدة كالموهبة والقدرة على المناورة والنفس الطويل دون تحيز لمنطقة أو جهة وإنما للكفاءة والقدرة..وفي حال تم التلاعب بالحوار كما يشكك البعض في الجنوب فإن الجنوبيين سيكون لهم كلمة أخرى.
ليس كل الذين يمسكون بالمكرفونات أو يتزاحمون على المنصات مؤهلون لهذه المهمة الصعبة والشاقة،إنها لا تعتمد على العواطف بقدر ما تعتمد على الذكاء السياسي وبعد النظر والتخطيط السليم بطرق غير تقليدية أو عصبوية..دعو ا الخلافات الآن والتسابق وفرد العضلات جانباً وتصرفوا بحكمة مع الأحداث والظروف التي تمر بكم وتمر باليمن عامة، فجميعنا في الجنوب جزء منها وموجودون بداخلها شئنا أم أبينا.
حل المعضلات لا يكون البتة بالعضلات وإنما بالأفكار الإبداعية المتجددة والانفتاح والتسامح والتحرر من أوزار الماضي البغيض والترفع عن السعي بأدوات مهترئة ومكشوفة لإعادة إنتاجه بمساوئه وقبحه وهذا لا يمكن أن يسمح به الجيل الجديد على الإطلاق مهما كانت الأسباب.
لا تجعلوا من ثورة الحراك تأكل بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله..إنها ثورة عظيمة ربانية فكونوا عند مستوى هذه الهبة والمعجزة التي أراد الله أن يحقق بها الخير لليمن كله والشواهد كثيرة أمامكم وما خفي من المستقبل عن الأبصار تراه القلوب المبصرة.
الزعامة ليست صراع ولهث وتسابق..إنها إلهام في المقام الأول وفكر جديد وعقليات نظيفة ومنفتحة قادرة على إنتاج الأفكار الإبداعية والملهمة للجماهير وهي أيضاً تسامح وترفع عن الصغائر والسعي دوماً إلى إنقاذ وإسعاد الإنسانية لا خلق بؤر الصراع والتحريض وتوسيع رقعة الخصومات كما نشاهده اليوم من أجل أهداف صغيرة.
نسأل الله أن يهدي ويوفق الجميع جنوباً وشمالاً لما فيه خير هذا البلد وأمنه واستقراره إنه سميع مجيب.