سُماطة !
أدرك جيداً مدى شعور صحفي بجدية الخطر المُحدق بحياته ، ما الذي سينتابك وانت تنظر من خلف نافذة منزلك أو مقر عملك ، لترى ثلاثة مسلحين يبحثون عنك لتنفيذ مهمة السيد الزعيم الذي لم تروقه أخبار صحيفتك هذا الصباح .
لا يهم كما هو العادة أن يكون أحدهم ،مرتدياً سماطة ، أو يرتدون نصف ملابس الجيش ، وشنابل ممزقة ، الجيش الذي تعرض لتمزيق شرفه العسكري لأول مرة في التاريخ ، كما قال الجنرال الصبيحي لجنوده في شبوة .
لم يعد أحداً يواجههم ، سوى الحقيقة ، يشعرون بالهزيمة أمام صور أفعالهم التي يجدونها في صفحات النشطاء وواجهات الصحف ، لذلك هو ينقل معركته المسلحة لمواجهة حقيقته ، لن يعدم الذريعة ولا يخشى النتيجة .
ما الذي علينا كصحفيين أن نعمل في سبيل أن نحوز على رضى الثوار الجدد ، هل كان على الزملاء في يومية المصدر وبقية الوسائل الإعلامية أن يتحدثوا عن الإعتقالات الجماعية التي يقوم بها فارس الحباري ضد أبناء في عمومته في أرحب على أنها دعوة كريمة لوليمة غداء !
المنازل التي تفجرت من دماج الى العدين وقيفة وأرحب، هي منازل تحتفي بخطابات السيد ووصول المسيرة، أما الطفل أسامة فقد كان يجب على "الفقيه علي" أن ينفي أثناء حديثه للفضائيات تعرضه للإعدام قبل تفجير منزله ، لقد توفي أثناء تدفق المتدافعين من البشر للإحتفاء بوصول زعيم المجاهدين إلى يريم .
ينقل الصحفيون أوجاع بعض الناس إلى كل الناس ، الإنتهاكات التي تمارسها سلطة الأقوياء ، يتم إيصالها إلى سلطات الدولة الضابطة ، هذا ما يغيب عنا ، تم إذابة أدوات الضبط الأعلى تحت سماطة "الحاكم"!
لا يتعلق الأمر بمدى تعرض الإنسان اليمني للإنتهاك ، حتى الدولة تتعرض أيضاً لتفريغها من من قيمها العظيمة ، يتحول الرئيس المنتخب الى حارس سجن كبير لدى قائد المسلحين .
يتحول الجيش الى "سماطة" تتدلى على كتفي المحارب الذي قدم لنشر العدل ، أو مجرد عربة عسكرية تحمل هويته لكن من يعتلي عليها جيش السيد .
بات في حكم المؤكد انه يعد لدينا من سلطات ثلاث ، تحمي مواطنيها ، وتحمي السلطة الرابعة ، لكن السلطة المجتمعية ، ينبغي أن تكون حاضرة في هذه المرحلة .
هناك شعب عظيم قدره 22 مليون ، وهناك مجتمع دولي ، سنتجه بمهنية عالية لنقل الحدث كما هو ، ولكن مع مراعاة مشاعركم من الصور الدموية المؤلمة ، وهي قاعدة صحفية .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها