شيبى متعب شبابي*
وأنا أعبر الطريق في صنعاء ضحكت عندما رأيت بائع العصي يلوح بالعصا ويهتف :” فرح ولدك .. فرح ولدك “ يعني علشان افرح ولدي اشتري له عصا.
ركبت باص وتأملت الباص الذي يسبقه فوجدت مكتوبا عليه “ طز في حنانك قد اشتريت لي جاكت “
شوية ومشت ناقلة مكتوب عليها “ ما يتزوج الحاذق إلا وقد مع الاخبل عيال “.
في المساء اشتعلت حرب فجائية حتى أن احد الجيران لجأ الى البدروم مع اطفاله ثم اكتشفنا بعد وهلة من الزمن ان اصوات القوارح ناجمة عن عرس وليس حرب.
لاتستغرب اذا علمت أن الرصاص الذي يتم إطلاقه في شغب بدول عظمى مثل الولايات المتحدة لا يوازي الرصاص الذي يتم إطلاقه في عرس واحد باليمن.
من لما عرفت شئ اسمه المرحلة الانتقالية وأكثر أغنية اسمعها :
شيبى متعب شبابي
والقلب يرثى شبابه
هذا اللي حصل ياصحابي
لي ماحسبنا حسابه.
العدالة الانتقالية تذكرني بصاحب الباص الذي يوقف لك باص آخر في منتصف الطريق ويقولك انزل اركب معه وقبل أن يتحرك تكتشف أن الطريق مقطوعة.
وبالقياس فإن حكاية الشراكة في اليمن تذكرني بنكتة ذمارية عن ثلاثة ﺍﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﺣد من صنعاء وعدن وذمار اتفقوا ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺪﻱ ﺣﺎﺟة ﻣﻦ بيتهم, ﺻﺎﺣﺐ ﺻﻨﻌﺎﺀ أدى مقلى ﺳﻠﺘﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻋﺪﻥ أدى عيش ﺻﺎﺣﺐ ﺫﻣﺎﺭ ﺍﺩّﻯ أخوه.
في الظلام أسأل نفسي ماذا تعمل في اليمن ؟ فأرد انتظر متى تسرج الكهرباء
اسأل مرة اخرى وبعدما تسرج الكهرباء ماذا تفعل ؟ فأرد انتظر متى تطفي الكهرباء.
هذه الحكاية تلخص حالة القلق التي نعيشها كشعب حتى في اللحظة التي يكون النور موجوداً فيها لانشعر بقيمته لأننا أصبحنا اسرى للقلق الذي يسبق الظلام.
لم نعد نحسب شيئا سوى الديون التي علينا وبحسب الدراسات أغلب الأشخاص الذين بذمتهم ديون، يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية ربما لها السبب ارتفع عدد مرضى القلب في اليمن ( كلنا مديونين ) حتى المغتربين اليمنيين أنفسهم تجد منهم من يستلف ليرسل لأهله
واحد يمني صلى التراويح في عاصمة خليجية يقول : “ لما الإمام دعى : اللهم اقضي الدين عن المدينين ! قال : ما قال آمين إلا أنا “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين
*تصرف المحرر في العنوان
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها