رسالة إلى فنية الحوار الوطني
بالتأكيد أن أعضاء اللجنة الفنية للحوار الوطني العام لا يدركون حقيقة الخطر الذي قد يحدق باليمن في حال فشل لجنتهم في الوصول بنا إلى مؤتمر الحوار المرتقب؛ فالخلافات التي برزت بينهم مؤخراً، وتم تسريبها عبر وسائل الإعلام تجعلنا متأكدين بأنهم لم يرتقوا بعد إلى مستوى المرحلة كي يفهموا حساسيتها، لذا نجد البعض منهم مستعداً أن يتحول إلى قنبلة نووية تفجر كل شيء؛ لأنه يعتبر نفسه منتصراً أو مهزوماً يفكر في هدم كل شيء أو الاستحواذ عليه.
بالتأكيد إن الإخوة في فنية الحوار يدركون بأن اليمن تحوي من هو أفضل وأعظم وأكثر تأثيراً منهم، لكن أعضاء الفنية وحدهم من وقع عليهم الاختيار ليكونوا حجر الزاوية في إرساء أسس دولة كل اليمنيين؛ باعتبار أن الجميع سيشارك في صياغة مبادئ الحكم والدولة، لهذه المهام والمسؤوليات يجب على أعضاء فنية الحوار معرفة أنهم الأهم بين النخب اليمنية على مدى التاريخ الحديث.
كم أكون سعيداً عندما أجتمع بأحد الإخوة أو الأخوات أعضاء اللجنة الفنية، والذين لطالما غنوا لي عمَّا يسود اجتماعاتهم من الانسجام والتفاهم بين الأعضاء والهدوء في آليات النقاش، وبالرغم من معرفتي بخلفيات وخلافات الأعضاء ومواقفهم المسبقة من بعض القضايا، إلا أنني كنت متفائلاً وبالذات عندما أستحضر صور شهداء الثورة من شباب ونساء وشيوخ وحتى أطفال، الذين غيروا اليمن والتاريخ، معتقداً بأنهم تأثروا بتلك المناظر، لكن على ما يبدو أن الأعضاء الموقرين لم يتغيروا بعد.
حقيقة لا أعلم حتى الآن ما يدور في خلد الفنيين الذين لايزالون يتصرفون وفق عقلية ما قبل الثورة الشبابية وما قبل 7/7/2007م أو ما قبل 22 مايو 1990م، والطامة الكبرى أنني أجد بينهم من يريد العودة إلى ما قبل 26 سبتمبر 1962م، ولو على استحياء من خلال جهدهم السلبي.
الوطن للجميع، وعلى الأعضاء في فنية الحوار أن يتركوا حزبياتهم وانتماءاتهم ومخططاتهم ومناطقياتهم في المكان الذي يخلعوا فيه أحذيتهم قبل الدخول إلى قاعة الاجتماعات ؛ لأنهم - أي الأعضاء - لا يمثلون هنا إلا الوطن بحجمه الكبير فوق كل اعتبار، ما لم سيتم إدراجهم في قائمة لعنة الأجيال، مثلهم مثل فئران السد التي حولت حلم اليمنيين إلى كابوس، فقط كي تلبي احتياجات غريزتها الحيوانية.