البكاء لن يصنع نصرا ،ولن يبني وطنا..!!
أثار إشهار ما سُمي بـ ( الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن ) جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض ، ولأن الهيئة ليست رسمية فقد كان لي رأي يؤكد أن التشظي والانهيار الذي شهده الجيش اليمني مؤخرا لا يمكن أن تعيده هيئة مستقلة ولا أن تحافظ عليه بعيدا عن التشريعات الرسمية ومؤسسات الدولة وإن ملكت تلك الهيئة كل الإمكانات اللازمة .
إن الدموع التي انسكبت من بعض الضباط والقادة الحاضرين في حفل الإشهار والتي قيل إنها من أجل الوطن لا أراها إلا تعميقا للجراحات و إثارة للأحزان وذلة وهوانا وهي مما لا يليق بقادة عسكريين ملكوا القدرة على انتهاج ما ينتصرون به دون هذه الدموع ففرطوا وانخذلوا ،
إن تلك الدموع لا يمكن بأي حال أن تكون صانعةً للنصر أو بانيةً للوطن ، حتى لقد خلتُ أولئك البكائيين يشبهون أباعبد الله الصغير الأندلسي الذي فرط بملكه وغادر أرضه ودياره وترك كل ثرواته ومكن عدوه وصار يبكي بكاء النساء حتى قالت له أمه:
إبك مثل النساءِ مُلكا مُضاعا .. لم تُحافظ عليه مثل الرجالِ..!!
فيا أيها الباكون على الوطن كنا نود منكم أن تحافظوا على دموعكم تلك وأنتم تدافعون على الوطن ضد كل الخيانات فالشعب لا يريد منكم دموعا بل جهودا وقوة ورجولة تحمي الوطن وأهله ، وياأيها الباكون لو دافعتم عن وطنكم ما بكيتم ولما ظهرتم كالحملان الوديعة والعجائز الباكية، بل لكنتم أسودا هصورة ، وقيادات جسورة!! أيها الباكون لا تبرروا عجزكم بترديد نظرية المؤامرة والخيانة وأنتم لم تصمدوا دقائق معدودة لصد تلك المؤامرات ووأد تلك الخيانات!! لا تقولوا إن السياسيين خدعوكم بمكرهم وبيدكم أن تصنعوا الحلول اللازمة لوطنكم، إنني أعتقد جازما أن هذه الهيئة لن تصنع شيئا لكم فلا تريقوا كرامتكم بأبواب منشيئها وداعميها ولا تكونوا عبيدا لقادتها الذين صنعوا الهزيمة وأهانوا الجيش وكانوا سببا لتدميره وتشظيه ثم يأتون اليوم ليحافظوا عليه وقد صار مزقا وتفرقت قوته وأفراده بين الولاءات غير الوطنية. إنني مع وجود جيش وطني ولاؤه لله والوطن وبعيدا عن أي ولاءات شخصية أو مناطقية، أوجهوية أو حزبية ولابد من تشريعات تؤكد ذلك وإرادات وطنية نزيهة رسمية تنفذ تلك التشريعات بدقة حينها فقط سيكون لليمن جيش يُعتمد عليه في حماية الوطن ولايحتاج حينها لهيئات ولا لأفراد ولا لمليشيات تُحافظ عليه.
للتأمل.
لَمَّا أُشَاهِدُ أَنَّ فِيْ وَطَنِيْ وَفِيْ أَرْضِيْ رِجَالْ
لَمَّا أَرَىْ وَطَنِيْ بِهِ يَعْلُوْ الْزَّئِيْرُ عَلَىْ الْسُّعَالْ
لَمَّا أَرَىْ الْرَّعَشَاتََ زَالَتْ وَالْرُّجُوْلَةَ لاَتَزَالْ
وَأَرَىْ بِهِ رُكَبَ الْفُحُوْلِ وَقَدْ نَشِطْنَ مِنَ الْعِقَالْ
وَأَرَىْ بِهِ الْسَّاحَاتَ زاخِرَةً بِقَامَاتٍ طِوَالْ
لَمَّا أَحِسُّ بَأَنَّ فِيْ وَطَنِيْ رِجَالْ
لَمَّا أَرَىْ الإِنْسَانَ قُدْسَاً لاَيُهَانُ ولاَيُذَالْ
وَأَرَىْ كَرَامَتَهُ تَسِيْرُ بِلاَسُقُوْطٍ وَابْتِذَالْ
لَمَّا أَرَىْ هَذَا سَأَلْبَسْ كُلَّ أَجْنِحَةِ الْخَيَالْ
وَأَطِيْرُ مُرْتَفِعَاًً وَأَنْزُلُ فَوْقَ هَامَاتِ الْجِبَالْ..!!
الفضول .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها