قادة الحراك ...وثقافة القبول بالأخر
حقق الحراك السلمي الجنوبي انجازات كبيره وكبيره جدا ...ومن أهم هذه الانجازات توصيل قضية الجنوب إلى العالم اجمع هذا الانجاز التاريخي الذي يحسب للشارع السياسي في الجنوب أولا وللقيادة العسكرية لجمعيات المتقاعدين ومعهم كل القوى السياسية الجنوبية
ثانيا ..نقول إن الحراك الجماهيري قد سار بخط تصاعدي يوم بعد أخر...ولكن في المقابل نجد الحراك القيادي يواجه في مساراته مطبات كثيرة بعضها من صنع قادة الحراك أنفسهم والبعض الاخرتقوم بوضعها أجهزة السلطة ....
مايهمنا في الموضوع هنا هو الحديث عن المطبات التي يصنعها قادة الحراك أنفسهم ...ومؤكد إن قادة الحراك لم يعملون هذا بقصد ولكن يحدث ذلك نتيجة لعدم استيعاب البعض لطبيعة المرحلة التي نعيشها اليوم والمتسمة بالتعددية الحزبية ووجود هامش من حرية الرأي والرأي الأخر...وهذا يتطلب من قادة الحراك خاصة منهم القيادات التي تربت على الوعي السياسي الشمولي ..يجب عليهم أن يغادروا مربعات الثقافة الاقصائيه التي مارسوها اثنا حكمهم للجنوب ...وننصحهم بأخذ العبر من النتائج المدمرة للثقافة الاقصائيه التي حدثت في الجنوب منذ مابعد الاستقلال وحتى عام 1990م .. ومادفعه الجنوب من ثمن باهضاً جداًجداً بسبب تلك الثقافة
فالثقافة الاقصائيه التي مورست في تلك الفترة هي التي أضعفت الجنوب مما جعلت الجنوب يدخل الوحدة وهوا في أسوأ حاله من الضعف ...والسبب يعود كما اشرنا سابقا إلى العقلية الشمولية الاقصائيه للأخر......
اليوم المشهد السياسي للحراك الجنوبي نشاهد فيه للأسف بعض الممارسات الاقصائيه للأخر ويبدوا إن البعض لم يستوعب المرحلة جيدا ....وهنا المأساة بعينها ...!!!!!ونقول للذين مازالوا يفكروا بعقلية الماضي الشمولي الاقصائي إن يعيدوا حساباتهم وان لم يستطيعوا التكيف مع نهج التعدد والقبول بالأخر فعليهم ترك القيادة للآخرين المستوعبين لمعطيات المرحلة ....إما إذا استمروا في قيادة الحراك وبنفس العقلية الاقصائيه التي أدمنوا عليها في الماضي فأن مسار الحراك السلمي سيواجه مشاكل كثيرة وربنا يستر....ونتمنى أن لايحدث ذلك.
ختاما نقول إن القيادة المطلوبة اليوم للحراك يجب إن تكون قياده سياسيه مشبعه بثقافة قبول الأخر لان الحوار المطلوب لكل القوى السياسية في الساحة الجنوبية ولنسميه (حوار جنوبي – جنوبي )ليشمل الحوار جميع القوى السياسية في الجنوب ابتدأ من.فصائل الحراك وقيادات الأحزاب في الجنوب ومشايخ وسلاطين وأمراء الجنوب والشخصيات الاجتماعية والمستقلة ومنظمات المجتمع المدني والأهلي ورجال الدين ورجال المال والإعمال والجنوبيين الموجودين في السلطة ومعارضة الخارج ...كل هذه القوى يجب التحاور معها للوصول في النهاية إلى وضع مشروع سياسي يتضمن خيارات واقعيه لحل قضية الجنوب هذا المشروع يجب إن يكون مقبولا لدى شعب الجنوب وأيضا يجب إن يكون مقبولا إقليميا ودوليا ........
نكرر مره أخرى ونقول لقادة الحراك السلمي الجنوبي أن جهودكم العظيمة والجبارة لنجاح الحراك الجماهيري الذي أصبح اليوم رقماً صعباً يحسب له ألف حساب ...وعليكم آن تدركوا جيداً أن جني ثمار الحراك في المستقبل القريب مرتبط أولا وأخيرا بمدى قدرتكم على إدارة الحوار المنفتح على الجميع وهذا يتطلب منكم التسلح بثقافة قبول الأخر التي افتقدناها في الماضي وسببت لنا نحن - الجنوبيين مشاكل كثيرة وخطيرة مازلنا ندفع ثمنها حتى هذه اللحظة .......
ويا مخارج خارجنا