ثورة الأجيال
يجب أن تعرف الأجيال أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن انقلاباً عسكرياً أو انتفاضة قبلية أو ثورة جيل واحد، لقد كانت ثورة الأجيال المتتابعة ضد ظلمات تراكمت عبر القرون بعضها فوق بعض منذ أن قدِم الأدعياء المجهولون إلى اليمن، لقد كانت تتويجاً لتضحيات جسام قدمتها الأجيال المتعاقبة منذ الثورة العلمية الثقافية التي قادها الإمام الشوكاني وابن الأمير والمقبلي من العلماء الذين ينتمي أغلبهم لبني هاشم الذين أدركوا قبل غيرهم خطورة الدعوة السلالية باسمهم على الدين والمسلمين وبني هاشم على وجه الخصوص وهؤلاء واصلوا الثورة مع كل اليمنيين من مختلف القبائل لإعادة الاعتبار للعدالة والمساواة وقبل ذلك للإسلام ولن يكون آخرهم الشيخ عبدالوهاب الديلمي الذي هُدِّدَ قبل أيام وهو يخوض كمن سبقه ثورة الوعي والدفاع عن الحرية وجوهر الدين، هي ثورة فكرية وتصحيحٌ للمفهوم المغلوط المكرس للعبودية باسم الإسلام..
إذن لقد كانت ثورة سبتمبر تتويجاً لتضحيات قُدمتْ بسخاء من اليمنيين بالاشتراك مع أخوانِنا العرب ابتداء بالقائد الفضيل الورتلاني العالم الجزائري مهندس ثورة 48م وقائدها مبعوث الإمام حسن البناء مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والذي اختاره الثوار المتحدث عنهم في الجامعة العربية.
والفضيل بالمناسبة هاشمي حر، أنا لا أذكر هنا الهاشمية كتمييز بل لأنهم مفترى عليهم كما افتريَ على سيد شباب الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما.. كما حضر العراقي البطل الشهيد جمال جميل القائد العسكري لثورة 48م مروراً بثورة الثلايا واللقية وانتفاضة الأحمر وصولاً إلى ثورة 26سبتمبر التي استمر الدفاع عنها أكثر من سبع سنوات سقط فيها آلاف اليمنيين في القرى والشعاب جنباً إلى جنب مع الضباط والجنود المصريين الذين قدموا للدفاع عن الثورة اليمنية من ظلام القرون بتوجيه وقرار من القيادة المصرية بزعامة الزعيم جمال عبد الناصر..
إنها ثورة عميقة ثقافيا وسياسيا شارك فيها أجيال وأقطار، ثورة ضد الانحراف السياسي وضد جرف الدين والدنيا إلى (عقر) السيد أو الإمام أو السلالة أو أدعياء السلالة، ثورة 26 سبتمبر هي ثورة الحرية والوعي وثورتنا الشعبية اليوم هي امتداد لثورة الوعي اليمني منذ 48م وثورات الوعي القديمة وأعتقد أن خمسين سنة ثورة هي مدة معقولة للتحرر من ألف سنة تجهيلاً واستبداداً إنها ثورة تستحق الدراسة والتوقف وتلقين الأجيال دوافعها وأهدافها وأعداءها لكي يستمر إشراق الحرية والإنسانية إلى الأبد.