اليمنيون وتصفير العداوات !
الخلاف لا يعني العداوة، يختلف الناس في رؤاهم الفكرية والسياسية والاقتصادية، ويختلفون في نظرتهم لحلول المشكلات، وتظهر الجهالة أوالرقي في قدرتهم على إدارة الخلاف وكيفية حسمه.
ديننا الإسلامي وتراثنا وتجاربنا القديمة والحديثة؛ جميعها تحذرنا من فساد ذات البين ومن العداوة والبغضاء، لأنها تضعف الأقوياء وتبدد الطاقات وتمزق وشائج القربى والرحم، وقد أدرك غير المسلمين هذا المعنى اليوم؛ فما زالوا يتقاربون ويتعاونون ليقطفوا ثمار المودة والتسامح قوة ونماءً وازدهاراً، بينما يتجرع العرب والمسلمون علقم العداوة والبغضاء ضعفاً وتخلفاً وانكساراً!!
نحن في اليمن لا تنقصنا الصراعات والحروب، ولسنا بحاجة إلى مزيد من العداوات، وإذا أردنا أن نخرج من الوضع المأزوم الذي نعيشه، والانهيار الذي تبدو نذره ظاهرة للعيان فليس أمامنا إلا أن نتقارب ونتعاون، نعترف بحق الخلاف من دون عداوة ولا بغضاء، نقبل بالخصوصية ونعترف بالآخر، فأن يعيش بَعضُنَا لا يعني أن يموت غيرهم، وأن يحكم حزب أو جماعة فيجب أن لا يُسمح لهم بمصادرة حريات الآخرين وحقوقهم أو الإعتداء على حرماتهم، فالتعايش والتداول سلمياً على السلطة هو الذي يضمن السلم الاجتماعي، ولا يستدعي الثارات والانتقام.
اليمنيون يحتاجون لإنهاء وتصفير العداوات فيما بينهم، وهذا يقتضي عدم استبعاد أحد، وما زلت أدعو الدولة لتفتح حواراً مع الجماعات المسلحة بمن فيهم القاعدة ليأمنوا ويأمن الشعب اليمني منهم، فإلىٰ متى سيظل القتل والقتال بين يمنيين إخوة معصومي الدماء والأموال والأعراض!؟ فهذه الحروب سلسلة لا تنتهي، وعندما نتفق ونحقق الشراكة في بناء اليمن سنأمن جميعاً وسيأمن معنا الأشقاء والأصدقاء من أن يأتيهم ما يقلق أمنهم واستقرارهم من قبلنا..
لن تستغني اليمن عن أشقائها وأصدقائها، وعليها أن تحافظ على العلاقة الحسنة معهم جميعاً، وفي مقدمتهم دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الشقيقة الداعم الأساسي لليمن، فمصلحة اليمن أن تصفّر عداواتها مع كل الدول باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب، علينا أن نحترم الشأن الخاص بكل دولة، ونتعاون معها في المصالح المشتركة، فنحن شعب ووطن مثقل بالهموم والمآسي، ويجب أن لا نضيف لأنفسنا أعباء من العداوات مع أي جهة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها