الشهيد صادق منصور.. رجل السلم والتوافق
الأسبوع الماضي شهدت مدينة تعز حادث اغتيال لشخصية تُعد من أهم الشخصيات الوطنية في المحافظة, الأمين المساعد للتجمُّع اليمنى للإصلاح الأستاذ صادق منصور الحيدري, هذه الجريمة البشعة لم يكون المقصود بها شخص القيادي الإصلاحي؛ إنما المقصود هو تعز بأمنها واستقرارها وتوافقها وتعايشها, تعز العلم والثقافة, تعز الإخاء والمحبة, تعز الثورة والتغيير.
كان الشهيد صادق منصور ـ بشهادة الجميع ـ رجل السلم والتوافق، فلقد عمل خلال الفترة الماضية من أجل تجنيب تعز العنف والصراعات، وكان له دور كبير في الاتفاق التاريخي الذى وُقّع بين المكوّنات السياسية في المحافظة من أجل إبعادها عن الصراعات, لذلك أراد منفّذو هذه الجريمة القذرة من وراءها خلط الأوراق وإدخال المحافظة في حالة خوف ورعب, لكنهم سيفشلون، فالشهيد صادق منصور كان حريصاً أشد الحرص على تعز وأمنها واستقرارها؛ لذلك لن يكون دمه الطاهر الذي سُفك على يد الغدر والخيانة إلا نبراساً لتلامذته ومحبّيه من أجل الاستمرار في النهج السلمي الذى ضحّى من أجله, لن ينجر أحد إلى العنف أو يفرّط بالاتفاق والتوافق الذى تشهده تعز، سوف يستمر النضال السلمي الحضاري حتى تحقيق الأهداف وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي كان يحلم ويعمل من أجلها الشهيد.
إن استمرار مسلسل الاغتيالات السياسية يدلُّ دلالة واضحة على أن هناك أيادي خفيّة تعمل في الخفاء لا تريد لليمن الأمن والاستقرار, فكلما تحرّك المشهد السياسي وبدأت البلاد تخطو نحن الاستقرار؛ خرج هؤلاء الأوباش بحادث اغتيال جديد، فقد اغتالوا الشهيد عبدالكريم جدبان وثم الشهيد أحمد شرف الدين، ثم الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وأخيراً الشهيد صادق منصور في مدينة تعز..
وكل حادث من هذه الحوادث يريدون من ورائها شيئاً سواء أكان إفشال مؤتمر الحوار أم إفشال تشكيل الحكومة أو إرباك المشهد السياسي والأمني في محافظة تعز، والهدف النهائي هو إيقاف عجلة التغيير وبناء الدولة وإعادة البلاد إلى زمن الاستبداد والهيمنة.
لذلك فإن المسؤولية الوطنية توجب على الجميع ـ لاسيما الثوار ـ إدراك واقع المرحلة ورص الصفوف، والعمل بروح الفريق الواحد, فنحن أمام مفترق طرق أمام تحقيق الهدف المنشود وإقامة الدولة العادلة، وإما الفوضى والعودة إلى زمن الاستبداد والهيمنة.
يجب أن نترك الأشخاص والأحزاب والطوائف والمناطق ونرفع شعاراً واحداً هو“اليمن أولاً” من أجل أن ننتصر على هؤلاء الأوباش الذين باعوا أنفسهم للشيطان وصاروا لا يفكرون إلا بمصالحهم ونزواتهم الخسيسة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها