المدْبِر والمدَبّر!!
تقول حكاية شعبية من قرية "حلبون" في ريف دمشق إن طفلا أدخل يده في جرّة ضيقة الباب كان بداخلها بعض الحلويات، وأخذ ملء قبضة يده، ولأنه قبض يده على ما فيها لم يتمكن من إخراجها.. جاءت أمه تحاول أن تشد يده لتخرجها ولكن دون جدوى، جاء أبوه، تداعى الجيران، اجتمع أهل القرية، لم يكن أمامهم إلا أن يكسروا الجرة أو يقطعوا يد الصبي، مرت الساعة، مرت الساعتان، مرت الثلاث، وفجأة جاء شخص وهم في حيص بيص واقترب من الصبي وقال له: أيش في إيدك يا بابا؟ قله: حلويات، قله: حبيبي اتركها من إيدك.. أفلت الصبي الحلويات وأخرج يده وحُلّت المشكلة بكل بساطة، ومن هنا أطلقوا على هذا الرجل "مدبِّر حلبون".
قصة ظريفة، وفيها طفل بريء، وجرة تراثية، وحلويات، وأناس متفاعلون، وشخص حكيم ومدبّر، وبالمقابل لدينا في اليمن قصة تعيسة لا ظريفة، وشيبة غارق في الظلم لا طفل بريء، وجرة اسمها دولة لا جرة خزفية، وبداخل الجرة كوارث لا حلويات شامية، وحتى عندما نبحث عن "مُدبّر صنعاء" ليتحدث إلى هذا وذاك ويقنعهم بترك ما في أيديهم قبل أن تنكسر الجرة تخيب آمالنا ولا نجد إلا "مدبِر صنعاء" الذي يزيد الطين بلة!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها