الجنوبيون والحلقة المفرغة
لا يستطيع إنسان أن يغمض عينيه عن الساحات الجنوبية المطالبة بفك الارتباط أو الانفصال أو كما يقول البعض التحرير و الاستقلال أو ما ماشئت من المسميات التي ترفع بوعي وبغير وعي..
هذه الجماهير الحالمة والخيام المحتشدة في ساحة العروض والتي توحدت على مستوى التواجد وتركت مناطقها ومصالحها هل استطاعت أن تفرض رؤيتها للمستقبل على مستوى القيادة والهدف أم ان خيوط السياسة التابعة للهوى اﻹقليمي والدولي والمصالح اﻵنية لا يشك أحد في بصماتها الواضحة في البون الشاسع في الرؤى تجاه الدولة التي لازالت جنينا في رحم الأحداث المتلاطمة والمتلاحقة؟
قد أجد من يتهمني بالتشاؤم أو قد يرفض ما أقوله ويعتبره محض افتراء لحاجة في نفسي..لكنني أتحدث إليكم أعزائي من قلب الحدث ومن واقع ما سمعته من القيادات اﻷكاديمية المنتمية إلى الحراك الجنوبي نفسه متجردًا عن ذاتي وانتمائي إلا لهذا الوطن المعطاء..
فالانقسام الحاد على المستوى القيادي يسيطر على المشهد ولغة التخوين الغير مباشرة بين مكونات الحراك لا يزال صوتها طاغيًا على شعارات التسامح والتصالح بين الجنوبين باعتبار هدف استعادة الدولة يجب ما قبله..
لكن يبدو أن شبح الماضي وما رافقه من فرز مناطقي وتجاذبات كانت له اليد الطولى في إعاقة كل الجهود في إيجاد قيادة قوية يجتمع حولها الجنوبيون لتقرير مصيرهم مستغلين ضعف السلطة في صنعاء على مستوى القمة والقاعدة وما رافق ذلك من تباينات أسرية ومذهبية وجهوية وحزبية على كل المستويات ومع كل ذلك فإن أبناء الجنوب اليوم يبدون أكثر انقساما من ذي قبل وأعني على مستوى النخب السياسية وقد رهنوا قرارهم للقوى الخارجية التي يرون فيها سبيلا لفكاكهم من سلطة صنعاء..
وما نخشاه أن تتحول هذه الإفرازات إلى صراعات يكون وقودها أبناء الجنوب صراعات لا تكون فيه الغلبة إلا للأقوى فيعيد التاريخ نفسه وتشبه الليلة البارحة لما حدث بعد الاستقلال الذي نتج عنه حربا أهلية كانت نتائجها كارثية على مستوى الحريات العامة ومستقبل البلد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها