نشوة الحوثي في مداهمة السحب
إب لاتستقبل إلا المطر على حد قول العزيز عمر العواضي
إب ليست إلا مزاراً للمطر ، منتجع للسحب ، مهوىً للغيوم ، منتزه للطيور ، صالة مفتوحة تتدرب فيها الغمام على سخاوة الارتماءوسخاوة الإخضرار . إب روح اليمن الندية التي مازال يعرفنا العالم بها ومازلنا دونها مجهولي الهُوية ؛ هوية الندى والاخضرار
هل يعرف القفر أن ليس باستطاعته قشع كل هذا الإخضرار ؟ كان بودي أن يصل هذا التساؤل للحوثي الذي تدفعه الحماوة بشراهة لإطفاء الماء
كان بودي أن تصله علّه يعرف ما ستؤولُ إليه كتلة من لهب تريد التهام الماء. علّه يعرف ماحجم روح اليمن الندية التي تُنبتُ كل يوم في إب
بيد أن الحوثي فتح أكثر من جبهة أمامه حين داهم إب ؛ الريح التي تُزجي سحابها الى إب ، الغيوم التي تمشي مشيَ الهوينى إلى إب ، الشمس التي تفتح صباح إب ، العصافير التي تسكب زغاريدها على إب كل هذه جبهات متعددة في مواجهة القفر الممتد في مدائن اليمن الباهرة .
جاءت مداهمة إب من قبل الحوثيون في ليلة ماطرة شردت فيها الغمائم التي تزوجت سماء إب ، إنفكَّت فيها خيوط السحب المربوطة الى تلال إب ، تقطَّعت فيها عروق اليمن التي كانت تجري سيلانا في جبال بعدان ومشورة .
شحبت اليمن عندما بلغت نشوة الحوثي في مداهمة المدائن ذروتها عندما انفكت القيم عن المقيمين على إدارة اليمن ، وبِِيعَت اليمن صريعة للصراع مقابل قليل من الاستئمانات حصل عليها عبد ربه ومن معه من رفقاء الخيانة ؛ الذين عملوا على تسليح الجيش بأوامر الانحطاط وتميعه وتقويته على الانفلات وحشره في زاوية التخلي وتدريبه على الذوبان أمام مبادئه الوطنية التي ضلَّ يهتِفُ بها لعشرين عاماً مع طابور الصباح ، الذين عملوا على تقويض المؤسسة العسكرية بكل جدرانها الروحية والخرسانية المنحوت عليها شعارات اكتُشف فيما بعد أنها لاتمثلهم وواجهات مُشيدة لا تستقيم لوجهاتهم المنحطَّة .
حشدت السلطة ما يكفي لتوحيد لعنة الأجيال المصبوبة عليها مقابل الأدوار الخيانية العريضة التي حشرت اليمن في أكثر من خندق مُريع .وما يجري الآن تمديد للشوط الثاني لتمرير خيانات كافية لهزيمة اليمن.
التاريخ يُهيئ نفسه لهذا ولايطوي صفحاته هنا بل يشدُ رحله ليدون في صفائحهِ مايُشبعها من هذا الدور
كان بودي أن لا تحصى إب ضمن قائمة المدن التي تُسلم للحوثيين كان بودي أن لا تمسها لعنة الخيانة أوتصلها زيارة وزير الدفاع كان بودي أن تكون إب مِغسلة عامة لغسل المدائن المُصفرَّة من وجه الحوثي ، لتنظيف فضاعة أدوار الدولة ، لتنظيف ثوب اليمن السياسي ، وغسل اليمن من قذارات كثار .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها