تطور القبيلة نحو الفعل المدني
من الملفت للنظر زخم الاحتفالات في مناطق القبائل بمناسبة حدث حزبي وهو ذكرى تأسيس الاصلاح وإن كنت شخصياً أحبذ أن تكون الاحتفالات الحزبية محدودة إلا أنها في مناطق القبائل تعطينا دلالات إيجابية أهمها توجه القبائل نحو العمل الحزبي بما يعني ببساطة تحول هام نحو الانتقال إلى المجتمع المدني واتخاذ آلياته المدنية في الحراك الاجتماعي والسياسي بمايعني انتصاراً لأهداف الثورة وانتصاراً ثقافياً للقبائل والشعب اليمني محسوباً هنا لحزب الاصلاح دوره الايجابي والفاعل الذي علينا أن نتعامل معه بالنقد سلباً وايجاباً كحزب وطني كبير يجب أن يجدد آلياته ليتجدد العمل الحزبي الوطني الذي نعول عليه أي على تطور العمل الحزبي لبناء الدولة المدنية الحديثة... القبائل جزء هام من المجتمع يلزم بذل الجهد لإدخال الوسائل المدنية البديلة إليها كحل لمشكلة التخلف وتشجيعها ولا أعتقد أن الحل يكمن بنقدها على الحق والباطل وممارسة هواية جلد القبيلة كإبراز للروح التقدمية عند البعض ،وهو العكس تماماً لأن العقلية التقدمية هي التي تبذل جهداً مضنياً وحريصاً لتطوير القبيلة ومكونات الشعب كافة وليس التشهير أو التحقير ونشر الكراهية والحواجز ... القبائل هى محور المقدمات الرافعة أو المعيقة أيضاً في كل التحولات التاريخية وكل الثورات فهي رافعة أساسية لانتصار ثورة 26 سبتمبر وكان لها دور سلبي في المعارك المرتدة ضد ثورتي 48م و26 سبتمبر مع أن موقفها في ثورة سبتمبر كان أفضل منه سابقاً .. الأمر تطور بشكل ملحوظ في ثورة الشعب 11 فبراير حيث فاجأ موقف القبائل العالم بخروجهم الى ساحة الحرية والتغيير السلمية وحتى عندما حملت السلاح لم تحمله إلا بشكل محدود انحيازاً بشكل كلي، هذه المرة لصالح الثورة مفشلة كل المشاريع التي حاولت أن تعيد دور القبيلة السلبي لإجهاض الثورة وإدخال البلاد في فتنة مناطقية أو طائفية .. وكان حزب الاصلاح حاضراً بقوة في تطور موقف القبيلة الوطني وهو تطور مطلوب لتطور الوطن عموماً..ورعايته مسؤولية كل الاحزاب الموجودة على الساحة ذات التوجهات الوطنية البعيدة عن المناطقية والجهوية والطائفية تلك التي تنفخ في روح التعصب وتحاول إحياء الآليات القبلية القديمة لأنها تجد فيها وسيلة لإرباك المشروع الوطني واعاقة الدولة المدنية التي يعتبرون وجودها عاملاً في إحراق آخر أحلامها المعتمة.