ماذا بعد أكتوبر ؟
بعد نجاح الاحتفال بذكرى أكتوبر المجيدة أتجهت أنظار العالم اليها ، وتغير الخطاب السياسي والإعلامي لمختلف وسائل الإعلام المعبرة عن مواقف قيادتها إتجاة قضية الجنوب إيجابيا وما حققته تلك الجماهير من جهود شعبية وصمود كبير أذهلت العالم وحيرته وأجبرته على مساندتها والوقوف معها معبرين عن ذلك بالتهاني تارة لدعم جهود الاستقلال وبالدعوات للصمود وفك الارتباط تارة أخرى ، كل ذلك وضعنا أمام مسؤولية كبيرة وجب الوفاء بها .
وبعد سقوط معظم المدن الشمالية بيد الحوثي وإحكام سيطرته على العاصمة صنعاء بسرعة غريبة وآخرها كانت مدينة الحديدة وتعز ، بات الخطر يحدق على المنطقة برمتها مخافة من تمددهم السريع كالطوفان وبالذات على مضيق باب المندب الذي يعتبر من أهم الممرات الملاحية في العالم لما يشكل من خطر وتهديد على مرور السفن الدولية وهذه هي الرغبة التي تصنعها بعض القوى الدولية الواقفة وراء أنصار الله .
ما يجب علينا عمله اليوم بعد أكتوبر يتمثل بخطوات ثلاث غاية في الأهمية والبدء بترتيبها والعمل عليها وفق آلية توافيقة تكون مرجعيتها الشباب المعتصمين داخل المخيمات .
الخطوة الأولى : هي التصعيد الثوري واستمرار الاحتجاجات والبقاء والمرابطة في عواصم المدن وأهمها مدينة عدن والزحف نحو المواقع الحيوية لإنذارها والتنسيق معها على أن المرحلة لم تعد كسابقها حتى تثبت تعاونها أو توقف أنشطتها ومنها الموانئ والشركات النفطية .
الخطوة الثانية : تشكيل مجلس تنسيقي أو مجلس إنقاذ أو ما يرونه مناسب تحت أي مسمى من المهم أن يكون حاملا للقضية ويعبر عن جميع المكونات حتى يتسنى التعاطي معه لتلقي الدعم الإقليمي والمساندة الدولية لتقرير المصير ، وفي حالة تعثر تقارب القيادات على الشباب إيجاد قيادة شبابية من داخل المخيمات فالمرحلة حساسة وخطيره ولا تحتمل الانتظار .
الخطوة الثالثة : العمل الفوري على تشكيل لجان شعبية من جميع مناطق الجنوب لحماية مخيمات المعتصمين وجزء منها لحماية الحدود الجنوبية لصد أي نوايا للتمدد الذي بات قريبا من المدن الجنوبية وبهذا تعتبر هذه اللجان نواة لإعادة تشكيل الجيش الجنوبي في خطوات قادمة بعد أن تحقق البلاد استقلالها ... حتى نستطيع عمل حزام أمني لدولتنا مع الجيران براً وبحراً لوطن تسود أبناءه المحبة والمدنية و النظام والقانون في اطار منظومة اجتماعية خالية من النسيج المذهبي والقبلي .
اليوم غابت القوى المتسلطة وشبكة العصابات التي أجهزت على الجنوب وقي مقدمتهم ذابح الوحدة وناقض عهودها ،، وتبخرت الأحلام الوردية للإخوان وفي مقدمتهم السيدة توكل الحالمة بقيام دولة مدنية على أنقاض مظالم الجنوبيين ، وكُممت أفواه مصادر الفتوى وغادر البلاد كبار الفاسدين ..بعد كل هذا باتوا الأشقاء في الشمال على سراب وأصبحت مدنهم تتساقط كالأوراق مدينة تلو الأخرى على أيدي أبناء جلدتهم مليشيات الحوثي المسلحة دون أي مقاومة تذكر .
اليمن لم تعد دولة بل مليشيات مسلحة ، هكذا عصفت بهم إرادة السماء ووهب الله للجنوبيين فرصة لم تكن حتى بالأحلام ,, سهل ذلك الاجتياح القبلي للعاصمة صنعاء فوقع الجميع في حفرة لم يستطيعون النهوض منها وحتى الرئيس المخلوع لا محالة سيأتي دوره على يد المليشيات التي يدعمها كذلك الرئيس هادي لم يسلم منها إذا لم يمهد لنفسه مخرجا آمنا يصنع من خلاله موقفا تاريخا خالدا له بين أبناء وطنه الجنوبي .
رحلوا جميعهم وتساقطوا ما أشبه الليلة بالبارحة ,, لم يبقى إلا الجنوبيين ثابتين على مبدئهم في وجه جميع القوى الظالمة بكل مراحلها وحتى أنصار الله إذا أنكشف وجههم الخفي وكانوا كمن قبلهم سوف يصمد الجنوبيين أمامهم حتى يسقطوا ,, وسيكافح الجنوبيين بشتى الوسائل حتى يتم استعادة الدولة فقد عاش الجنوبيون دعاة سلام لم يظلموا أحد أو يغزوا أو ينهبوا ، بل ظلوا متمسكين بمطلبهم المتمثل في استعادة وطنهم الذي اجتاحته القوى الشماليه ونهبته ودمرته وعمدوا على إقصاء أبناءه ، وبالتالي عجزوا أن يهضموه وظل كما هو ، وسيكون مصيرهم الغرق والهلاك كما أرادوا له .
وما افرزتة تلك الأحداث جعلتنا لم نرى في الشمال إلا شعب مغلوب على أمره ، جنى على نفسه بالتصفيق والتلذذ بالانتصارات طمعا في الحصول على ثروة او فرصة او لقمة هي بالأساس نصيب غيره ,, أشفق عليهم ولا أتشفى بهم فهم أخواننا وانتكاسة رؤوسهم لم تكن استراحة محارب كما يقولوا بقايا المصفقين ، إنما حيرة وصدمة من هول ما حصل من انهيار للدولة وفقدان للسيادة وتراجعهم للوراء عشرات السنين ... هكذا كانت نهايتهم مؤلمة ,, هكذا تبخرت أحلامهم وضاعت أصواتهم وتراجعت شطحاتهم وانكسرت شوكتهم إني لأشفق عليهم فهم كانوا وما زالوا إخواننا, كما نتمنى لهم النهوض والتعايش جنبا إلى جنب في دولة مجاورة مع إخوانهم الجنوبيين .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها