ثلاثة أسئله..!
رن هاتفي قبل قليل .. فقلت السلام عليكم .. رد وعليكم السلام ..
قلت له : من معي : قال صحفي حائر .. فقلت له ولما الحيرة ؟! قال : سأسألك ثلاثة أسئلة أجبني عنها باختصار .. قلت له تفضل أخي الحبيب ..
قال : السؤال الأول لماذا استطاع الحوثي أن يحقق أهدافه بالسلاح بينما أنتم لم تحققوا أهدافكم بالسلمية ؟
والسؤال الثاني : مالذي حدث في صنعاء بالضبط ؟! ولماذا دخلها الحوثيون بهذه السرعة وهي العاصمة وفيها رئيس الدولة وحكومته بينما لم يستطع دخول محافظات أخرى رغم محاولاته المستميتة لعدة سنوات ؟!
والسؤال الثالث : لو كنت أنت مكان الرئيس عبدربه منصور هادي مالذي ستفعله الآن وماهو تصورك للوضع بشكل عام بعد هذه الأحداث الرهيبة ؟!
قلت له : هل بقي لديك سؤال آخر ؟
قال : لا وأتمنى أن تجيبني بصراحة لأنني أثق بك
قلت : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سار على سنته إلى يوم الدين .. أما بعد
أولا إعلم يا أخي أننا في هذه الدنيا نبذل جهدنا ماستطعنا ومالنصر إلا من عند الله وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .. فلاتيأس ولاتحتار ولايضيق صدرك مادمت مؤمنا بالله سبحانه وفوض الأمر له وحده جل في علاه ستعيش سعيدا واثقا متفائلا بما عند الله لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة ..
فقال : ونعم بالله ريحتني قليلا .
قلت له : أما سؤالك الأول فمن قال لك أن الحوثي قد حقق أهدافه ؟! أليست أهدافه تلك التي يرفعها في صرخته الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. وهل ماتت أمريكا وماتت إسرائيل بدخول صنعاء ونهب معسكراتها ومؤسساتها وجامعاتها وبيوت أهلها بهذا الشكل الذي جعل الكثير من العقلاء في حركة الحوثي نفسها يبدأون برفع أصواتهم ويطالبون بتصحيح مسار الحركة قبل سقوطها جراء هذه الأفعال الشنيعة ..
كل هذا يثبت لك أن السلمية تنتصر على العنف .. وأن شباب اليمن بسلميتهم أفشلوا مخططا دمويا تدميريا كان معدا لليمن .. وأن القوى التي كان الحوثي يتوهم أنها ستواجهه بالسلاح أعطته درسا لن ينساه بحسن استقباله وتركه يواجه الدولة مما سيجعله يراجع حساباته واستراتيجياته ويتحول إلى العمل السياسي والسلمي راغما حتى لايخسر كل شي والأيام ستثبت لك هذا قريبا إن شاء الله ..
أما سؤالك الثاني باختصار فدخول الحوثي إلى صنعاء بهذه السرعة وبدون أي مقاومة لأن الدولة تساهلت ومعها الدول العشر ليس بدخول صنعاء ولكن منذ معركة دماج فعمران حتى وصل صنعاء والسبب في التساهل أنهم جميعا كانوا يحسبون أن هناك من سيقوم بالدور بدلا عنهم في حماية العاصمة وإيقاف المليشيات الحوثية المسلحة عند حدها ويعتبرون هذا المكون يمتلك من القوة مالايمتلكه الحوثيون فبنوا خطتهم على ضربهم ببعض .. ويحسبون أن شعب اليمن فوضوي وقبلي ومسلح سيتواجه مع هؤلاء المسلحين في كل شارع وحي .. ولم يعلموا أن هذا الشعب قد أصبح أكثر وعيا وحرصا على الوطن منهم جميعا فلوا أن الرئيس دعاه رسميا للنفير والمقاومة ومساندة الجيش لخرج عن بكرة أبيه ولكن لايمكن أن يفعلها أحد عشوائيا ويحل محل الدولة .. وكان هذا بمثابة درس قوي ليس للحوثي والدولة فقط وإنما للدول العشر وكل العالم لكي يعلموا أننا نحب وطننا ولايمكن أن نكون سببا أو أداة لتدميره كمن يجدع أنفه بيده .. وعليهم أن يتحملوا مسؤليتهم الأخلاقية ويصححوا ماقد وقعوا فيه من أخطاء ويعيدوا الأمور إلى وضعها الطبيعي فإن الشعوب لاترحم والتاريخ لاينسى ..
أما سؤالك الثالث فلو كنت أنا مكان الرئيس لفعلت ماقد طالب به العقلاء ولبيت دعوات الجماهير التي خرجت تطالب بإقالة من يتساهلون أو يقصرون في أداء واجبهم ومحاسبتهم ومعاقبة الفاسدين حتى لا أدع سبيلا لمثل هذه المشكلات حتى تتفاقم ..
وأما في هذه اللحظة فلو كنت مكان الرئيس لدعوت لاجتماع استثنائي طارئ يضم الرجل الأول وصاحب القرار في كل مكون شارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولن ألتمس العذر لأحد منهم عن الحضور إلى دار الرئاسة بمافيهم عبدالملك الحوثي شخصيا .. وكل من يرفض الحضور سأعتبره معرقلا ويقود تنظيما ضد اليمن وأعلن ذلك على الملأ .. وكذلك سفراء الدول العشر الرعاة للمبادرة الخليجية وأضيف لهم سفراء كل من إيران وقطر وتركيا ثم نعقد اجتماعا حاسما يتم الإتفاق فيه على حل الأزمة من جذورها والخروج بخارطة طريق مزمنة وملزمة للجميع تنهي كل مظاهر الصراع والعنف والحروب للأبد وتؤسس لبناء اليمن الجديد من خلال تطبيق مخرجات الحوار الوطني وتطبيق قانون العدالة الإنتقالية والمصالحة الوطنية الشاملة وعدم مشاركة كل من تورط في الصراعات السابقة أو ثبت عليه فساد أو قتل أو نهب في أي منصب للدولة في المستقبل حتى يتم تحصين المرحلة القادمة من كل هؤلاء والله ولي التوفيق ..
فقال لي : شكر الله لك وطيب خاطرك كما طيبت خاطري ثم اغلق الهاتف بعد السلام ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها