صالح والبيض : بين وهم الزعامة وحقيقة الغباء
كما هي عادة الطغاة في الشرق والغرب والشمال والجنوب حين تصبح البلدان في قبضتهم يسلطون عليها أياديهم العابثة لتنشر الفساد في البر والبحر ويجرعون اوطانهم التي أخضعوها لأهوائهم المآ سي والويلات حتى تنتهي وتنهار ولم يعرف عن أي طاغية في الارض أنه اعترف بخطئه يوما واعتذر لشعبة واكتفى بما قدمت يداه
بل يضلون يمجدون أنفسهم ويسبحون بحمدها ويطلبون من الناس ذلك حتى يوارون في مكانهم الائق بماضيهم.
وكذلك الحال في جنوب اليمن وشماله البلد الذي تعود مآسيه أولها وأخرها لماضي رجلين بئس ماقدما للوطن .
فصالح المخلوع الذي حكم البلاد أربعين عاما إلا سبعا من السنين فتل وشرد وسرق ونهب وفرق ومزق لا زال راسه مثقلا بأوهام الزعامة لا زال يقلد الرؤساء في حركاتة متأثرا بأبواقه التي تألهه من الله .
لازال زال عقله المتخلف يملي عليه العودة إلى سدة الحكم والوصول إلى قصر الرئاسة وأنى له ذلك .
لازال بين الفينة والأخرى يطل من أحدى نوافذ منزله الذي يؤويه ويلوح بيديه كما تقول مصادر مقربة من قصرة ولكن هذه المرة لاترد عليه التحية إلا بعض أشجار وأحجار تحيط بمنزله ليس إلا.
زعيم وأي زعيم .
آه .. كم هي مظلومة هذه الكلمة إذ يطلقونها على شخص بينه وبينها ما بين الليل والنهار ومابين التقدم والتخلف وما بين القاتل والشهيد وبين السماء والأرض.
لست أدري بأي حق يريد هذا الفرعون المحنط أن يغتصب هذه الكلمة
كما أغتصب اليمن ثلاثة عقود.
لكن .لا .
فسواها كثير . وإن نظلمها فقد ظلمنا أخواتها من قبل فسميناه عليا وهو دنئ وسميناه صالح وهو فاسد .
هذا زعيم للعصابة كلها ...... ومأجج التفريق ولإفساد
وكما يتصرف المخلوع صالح يتصرف المطرود البيض والإثنين وجهان واحدة ولكنهما افترقا فنال كل واحد حظه من المساوئ. ودعونا نضعهما في ميزان المقارنة لنرى الفرق والتشابة
صالح: غدار ............................. البيض : بليد
صالح : محتال. ............................. البيض : حاقد
صالح: عميل.............................. البيض: خائن
صالح: يريد أن يحكم اليمن هو وعائلته
البيض يريد أن يكون ثائرا من فنادق بيروت وينكل بالثائرين من الميدان
وهذا مقارنة بسييطة توضح العقلية البلهاء التي يحملها الرجلان ويريدان من الناس أن يكونوا تماثيل تنصب لهما بعد الموت .
والغريب والعجيب أن للأول مطبلين ومداحين وخدام وعشاق فيألهونه أحيانا ويسفكون الدماء من أجله وشعارهم :
ماشئت لا ما شاءت الاقدار ..................... فاحكم فأنت الواحد القهار
وللثاني أيضا ما للأول على الرغم اننا لم نعرف أبناء إلا أحرارا يناضلون من اجل القضية والمبدا لامن أجل الشخصية والفرد إلا إن عدوى الشعور برخص الذات قد انتقلت من أنصار الاول فسكنت في أفئدة قلوب مألهي الصنم الأخر فأنضم هولاء لهبل وانحاز أولئك لمناة ونسو الوطن والقضية
ولعل هذه المساواة ستثير السخط عند مصنمي هذين الطاغيتين فكل طرف يرى حامونه المقدس أفضل من الأخر ولكن الحقيقة تقول
ليرحل عن الوطن العملاء والخونة والغدارين والأغبياء وعاشت اليمن حرة وموحدة .