إما وثيقة السلم والشراكة والحوار .. أو الانهيار
وضع جديد وأزمة جديدة تقبل على الوطن بعد سيطرة جماعة الحوثي المسلحة على العاصمة صنعاء خلال الأيام المنصرمة , شيء لم يتصوره أحد أن يتم بكل تلك البساطة حتى غدا رئيس الجمهورية في حالة صدمة وذهول عبر عنها بأن البلد يتعرض لمؤامرة داخلية وخارجية , وهذا الوضع الجديد يستدعي متطلبات مختلفة وفقا لمعطيات تفرد فصيل واحد مسلح على العاصمة سياسيا وعسكريا .
استبشر الجميع بالتوافق والتوقيع على وثيقة السلم والشراكة رغم أن الكل يدرك أنها جاءت لتحاكي واقعا قديما بينما تغيرت المعطيات الجديدة في المشهد اليوم , لكن الجميع رأى أن التوقيع هو خير للوطن ووقفا لنزيف الدم بين الإخوة وفرصة لمحاولة التعاطي مع الواقع الجديد الذي أفرزه انهيار العاصمة بين ليلة وضحاها , ان وثيقة السلم والشراكة هي القشة التي يتعلق بها الجميع في مواجهة جماعات الحوثي التي لا يعنيها أي اتفاق أو وفاق أو عهود ورأيناها وهي تطرق أبوابا وتقتحم معسكرات ووزارات ومنازل قيادات ومواطنين مخالفة بها تلك الوثيقة بل مازال حبر الوثيقة لم يجف لكن الجميع يرفع صوته مطالبا بالالتزام بتلك الوثيقة المتممة للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار والمنقذة لليمن من واقع الانهيار.
لن يستطيع الحوثيون أن يديروا البلد بأنفسهم ولن يستطيعوا أ ن يبسطوا نفوذهم الى بقية المحافظات وسرعان ما ستتهاوى مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وستنهار كافة مدنها وقراها وستعم الفوضى التي ستعيد البلد ومنجزاته خمسين عاما الى الوراء وبالمقابل لم يعد ممكنا أن يعاد ترتيب أوراق الدولة واليمن الجديد دون مشاركة فاعلة من قبل جماعة الحوثي التي أضحت تسيطر على العاصمة السياسية وتنفرد بقرارها حتى اللحظة ماذا لو استمر الحوثيون بعنجهيتهم واستفرادهم بالسلطة وفق تصورهم بأنهم انتصروا ولم يستجيبوا لصوت العقل والشراكة مع بقية القوى الفاعلة والمتواجدة بقدم التاريخ الحديث , ماذا لو قررت كافة القوى السياسية الانكفاء السياسي ومغادرة السلطة وترك الحوثيون يلقوا مصير استفرادهم بالسلطة وتجاهلهم لمختلف القوى السياسية ( ما الذي سيحدث للبلد ؟؟
انه الانهيار .. انها الفوضى .. انها عودة سلطة المشايخ والقبيلة على كل شيء ..انه نهاية الدولة المدنية الحديثة التي نشدها الجميع .. انه تشظي الوطن .. انه فشل لجهود ثلاث سنوات من الحوار الجاد لإنقاذ الوطن ..انه انهيار لمنجزات الوطن منذ ثورة سبتمبر1962م إذن على الجميع أن يدرك أن الوطن يسع الجميع وأن الوطن مسؤولية الجميع وينبغي أن نتعايش بلا غالب أو مغلوب , على الحكمة اليمانية أن تتواجد لنجد لأنفسنا حلولا قد لا يدركها دول الجوار والإقليم , علينا أن نعي أننا في وضع خطير قد نفقد فيه وطنا كلنا ننشده ونسعى لنحافظ عليه أقول ذلك قبل أن نصبح عراقا أو دمشقا أو صومالا أو أفغانا , ما زال في الوقت سعة ومازال في جعبة السياسيين والوطنيين الكثير , ان نجاة الوطن من الفخ والانزلاق نحو العنف واللأ عودة وعدم رغبة كثير من القوى بحمل السلاح ليواجه الأخ أخاه كان بفضل من الله سبحانه وتعالى فعلى اليمنيين اليوم أن يدركوا تلك الحقائق ولتكن وثيقة السلم ومخرجات الحوار هي المخرج الذي توافق واتفق عليه الجميع قبل أن نخسر كل شيء.
عدن مدينة السلام وستظل قبلة الجميع والمدينة التي تجمع الجميع ويتعايش فيها الجميع , كل ماحدث في العاصمة صنعاء ينبغي ألا يؤثر علينا في عدن , ولتكن عدن هي حاملة اليمن في المدلهمات , ويخطئ من يريد أن يخلط الأوراق فيها أو أن يبعثرها , فعدن ليست فريسة سهلة لأطماع أولئك العابثين أو المراهقين . يا هؤلاء اتركوا مغامراتكم لإقلاق أمن الناس ومحاولة ارباك حياتهم ويكفي ما مر على هذه المدينة من أزمات وأحداث وحافظوا على مدينتكم ومنجزات أبائكم واحذروا دعاة العنف والفتنة سلم الله عدن من كل مكروه وسلم الله الوطن من كل شر وعيدا مجيدا لكل الوطنيين بحلول ذكرى ثورة سبتمبر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها