فك ارتباطنا بكم ... حل لنا ولكم
كنت أعاني صراعا" داخليا" لفترة من الزمن وأخيرا" حسمت أمري واتخذت قراري، وأرى أن الحل لنا ولهم وهو فك اتباط الجنوب عن الشمال وعودة اتحاد الجنوب العربي، وأن يكون لعدن ولاية خاصة وكيان مستقل يرفع الظلم عن أبنائها ويعاد لعدن مجدها وتاريخها وحضارتها، وأن ينعم أهلها بحياة هانئة بعيدة عن الصراعات والتجاذبات والعنصرية والمناطقية وأن تعود من جديد مدينة السلام والأمن والأمان والتي جمعت مختلف الثقافات والأطياف والمذاهب والأعراق، وكونت مجتمعا" مسالما" أُشتهر بالمدنية والثقافة والتحضر والفن والتعايش الاجتماعي فكون نسيجا" مترابطا" وقويا" عبر التاريخ ميز عدن عن غيرها من المدن,
كنت أحلم ولازلت بعودة وطني الجريح الذي لم ترحمه قبائل الجنوب والشمال فكانت عدن مسرحا" لكل صراعاتهم الدموية المقيتة فعدن جوهرة ثمينة يجب الحفاظ عليها من عبث العابثين ومن أطماع الجشعين ومن حقد الحاقدين ومن جهل الجاهلين ومن تخريب المخربين,
عدن ياوطني الحبيب سأظل أبحث عنك وأستميت بعودتك ... اليوم أدركت أن حلمي صار قريب المنال خاصة بعد الأحداث المتسارعة وبعد إحتلال صنعاء من قبل شيعة اليمن (الحوثيين) بقوة السلاح الذين مارسوا فيها أبشع الجرائم من قتل وتفجير وتهجير وسلب ونهب لممتلكات الدولة ومقدراتها ومؤسساتها العسكرية والمدنية والسيادية والإعلامية وممتلكات خاصة لمواطنين وقيادات حزبية وسياسية اختلفوا معها فتعاملوا معهم بكل همجية وغطرسة وانتهكوا حُرمات المنازل وخصوصياتها ومارسوا الإقصاء وتصرفوا بنفسية مريضة مليئة بالأحقاد وروح الانتقام وفرضوا واقعا" بقوة السلاح ونشروا ميليشياتهم في كل شوارع صنعاء وأرعبوا الناس وأفزعوهم وتعاملوا بمنطق القوي والمنتصر ولا أعلم عن أي نصر وعلى من انتصروا وعن أي ثورة يتحدثون؟ الكثير صار يدرك أن مؤامرة تمت من قبل أطراف داخلية وخارجية حسموا أمرهم في بيع صنعاء لهذه الجماعة التي سقطت أخلاقيا" ونجحت في زيادة خصومها وخسرت كل المتعاطفين معها ومن ألتف حولها وصَدق مطالبها وادعاءاتها أنها تتبنى مطالب شعبية وحقوقية وظهر جليا" وواضحا" أن أهدافها بعيدة كل البعد عن ما كانت تدعيه وأنها تبحث عن السلطة والقرار والسيطرة وبسط نفوذها وأجندتها بقوة السلاح وتغيير الواقع السياسي إلى واقع شبيه بلبنان وحزب الله, وأن يكون لليمن رئيسا" شرفيا" لا يحكم وليس لديه أي صلاحيات أو دور وإنما مسمى مفرغ من المضمون والمحتوى والرئيس هادي يدرك أنه لا يقوى على فعل أي شيء أو تغيير هذا الواقع فهو أمام مصطلح (أن لا دولة ) وأن اليمن مجتمع قبلي وصراع نفوذ وجيش غير وطني تحكمه ولاءات مختلفة منها القبيلة والمذهب والحزبية والمناطقية ولمن يدفع أكثر !!!...
ما حدث في يوم الأحد 21سبتمبر 2014م هو خيانة كبرى وبيع للوطن و(تسليم مفتاح) وجر البلاد إلى صراعات لن يخرج منه اليمن مُعافى وحتما" سيتغير المشهد السياسي كليا" إلى الأسوأ, والسيناريو الأقرب هو التفتت والتمزيق والدخول في حرب أهلية تُكمل ما تبقى من هذا الوطن المُنهك أصلا" والذي سُحق فيه الإنسان وامتهنت فيه كرامته وضاع حقه ولا أمل يُرجى منه ... والآن نرى دخول تنظيم القاعدة هذا المشهد فلقد أعلن الحرب على الجماعة التي استولت على السلطة بقوة السلاح (الحوثيين) وهناك قوى سياسية لديها خصومات وثأرات مع الحوثي ومُتهيئة لقتاله كالإصلاحيين والسلفيين والقبائل والناصريين وبعض قادة الجيش الذين خاضوا معهم ستة حروب وشباب الثورة الذين ضاع حلمهم في بناء يمن جديد وغيرهم ممن تعرض لظلمهم ولن يقبلوا بهذا الواقع خاصة مع غياب الدولة وفشلها والتواطؤ معهم وترك هذه البلاد والعباد عُرضه لهذه الجماعة التي أسقطت هيبة الدولة وأضاعت كرامتها ومرغت أنفها في التراب , ومارست سلوكيات همجية وعدوانية تجاه الغير وانتهكت الحريات وصادرت الحقوق , فصار الوطن والمواطن رهينة للحوثي ينتظر قراره وفرض سطوته بالقوة !!! كل تلك الأحداث جعلتني أتمسك في حقنا باستعادة دولتنا وخاصة عدن وأننا لن نقبل بأن نربط مصيرنا بهؤلاء القوم ومن حقنا تقرير مصيرنا, فنحن لا نستطيع التعايش مع الهمجية ومنطق البلطجة وأن يحكمنا مذهب شيعي طائفي لم ينزل الله به من سلطان ,,,
نحن أهل السُنة والجماعة لن نقبل بحكم الشيعة الروافض ولن تحكمنا إيران أو ولاية الفقيه ولن نرضى بالقبلية وبأحكام غير شرعية أو بأعراف قائمة على الظلم ومزاجية المشايخ والقبائل والبعيدة عن الدولة والقانون, لن نقبل بالتخلف والهمجية والوحشية وخاصة وأننا ننادي بالحرية والعدالة والمدنية ومع هؤلاء القوم كل ذلك يتبدد ولن نتعايش مع مجتمع يحتكم للسلاح في معالجة قضاياه لن ننسجم معه أبدا" وأعتقد من السذاجة التصديق أو الإيمان بقيام دولة مدنية يسودها القانون والعدل والحرية والديمقراطية مع هكذا حكم، أنا كنت من دعاة الفيدرالية وطالبت مرارا" بأن يكون لعدن إقليمها التجاري والاقتصادي الخاص والمستقل والآن أطالب وبكل قوة بفك الارتباط عن صنعاء وأن تعاد إلينا دولتنا وأن يكون لعدن كيان مستقل يحكمه أبناؤه, فيكفينا ظلم وإقصاء وتهميش, والوحدة مع الشمال أعادتنا إلى غياهب القرون الوسطى ولن ننهض أو نتقدم مع هؤلاء البشر البعيدين عن سلميتنا وقيمنا ونهجنا وثقافتنا والذين أفسدوا مجتمعنا وتحول واقعنا معهم من سيء لأسوأ, فالحل لنا ولهم هو الاستقلال والحرية وحُسن الجوار وسنبقى شعبا" واحدا" في دولتين منفصلتين, ولهذا أدعوا كل الكيانات الجنوبية والعدنية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها وأطيافها ومشاربها بأن تتوحد في مطلبها في استعادة الجنوب على أساس فيدرالي مستقل وبعيد عن الظلم والإقصاء أهم أسُسه وركائزه العدل والحرية والمساواة والقبول بالآخر وإعادة الحقوق والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها والتعايش السلمي ونبذ الخلافات والصراعات وبناء دولة قوية عنوانها الحكم الرشيد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها