"المؤامرة" النهاية الوشيكة والسقوط المرتقب
إن مايحدث في العاصمة اليمنية صنعاء من توافد لمليشيات "جماعة الحوثي" وسيطرتها على مداخل العاصمة الشرقية والغربية وإنتقالها الي المرحلة الثانية من التصعيد الحوثي و الذي أعلنه زعيمها "عبدالملك الحوثي" يعد خرقا للسلمية التي ينادى بها وإنقلابا على مخرجات الحوار الوطني الذي أجمعت عليه كل القوى الوطنية على إمتداد الساحة اليمنية، إن الإعتصامات التي تقوم بها "جماعة الحوثي" في مداخل العاصمة تحمل نذر الحرب وتدق طبول المعارك لأنها تحمل السلاح في إعتصاماتها وفعالياتها ومن يدعوا الي السلمية والدولة المدنية ويحمل على كتفه صاروخا ويتقلد "مدفعا رشاشا" فهو بلا ريب قد كسر غصن الزيتون ،وأضحى صدره متدثرا بدثار السلاح "والتهديدوالوعيد" ويجب أن تصبح مطالبه أوامر ورؤاه توجيهات واجبة النفاذ على الجميع ،
على ما يبدوا أن "إسقاط الجرعة " مجرد ذريعة لإحتلال صنعاء من قبل جماعة الحوثي وفرصة سانحة لتمددها وزيادة نفوذها ،فالعاصمة هدف إستراتيجي ورمز للدولة وسقوطها يعني إن جماعة الحوثي إبتلعت اليمن ، إن جرعة تحرير المشتقات النفطية تعتبر جرعة ظالمة بكل المقاييس وبإجماع أراء غالبية النخبة المثقفة والسياسية في اليمن ونتائجها كارثية على المواطن البسيط ومحدودى الدخل مالم يصاحبها إصلاحات إقتصادية ملموسة وحقيقية وسريعة ، ولاكنها ليست مبررا لإعلان الكفاح المسلح ضد الدولة ،وإن كان في ذات الوقت التظاهر والإعتصام السلمي حق لكل مواطن أو حزب أو جماعة ، بشرط لا يقبل التفاوض أو التراجع وهو أن يكون التظاهر والإعتصام سلميا وبصدور عارية ومن أجل مصلحة الوطن ، أما إن كان تظاهرا وإعتصاما مسلحا ولغرض تصفية الحسابات أو الإنتقام من فصيل بعينه أو قوى سياسية معينة أو بتوجيه من قوى سياسية فقدت بعض مصالحهاو لذات الغرض ،فإن ثمن الإنتقام يدفعه من يسعى إليه كما يقول الفيلسوف الألماني شوبنهور في كتابه "دراسات في التشاؤم "،.
وأي فصيل يسعى لتصفية حسابات معينة عن طريق فصيل أخر فهو يصفي نفسه في ذات الوقت وينزلق الي سقوط أخلاقي لا يرضاه لنفسه على حساب وطن مثخن بالجراح والألم لا يسعى أحد من أجله إلا للمزايدة ولتحقيق مكاسب ذاتية ولتنفيذ مشاريع صغيرة ، كان القنصل الفرنسي "شارل دوفال "متواجدا في قصر الباشا التركي "الداي حسين "حاكم الجزائرالذي طالبه بأن تدفع فرنساالديون المتراكمة عليها للجزائروالتي أقرضتها لها أثناء الثورة الفرنسية ،ولاكن رد القنصل الفرنسي كان غير لائقا فاستشاط "الداي" غاضبا وطرد القنصل الفرنسي ولوح في وجه بمروحة كانت في يده ، وكانت حادثة "المروحة "ذريعة لأن تعلن فرنسا الحرب على الجزائر وتحتلها تحت مسمى إسترداد شرف وهيبة فرنسا التي داس عليهما "داي" الجزائر، وعلى ما يبدوا كانت فرنسا تبحث عن هذه الفرصة أو الذريعة منذ زمنا بعيدا لتحتل الجزائر وكانت الدوافع الحقيقية لهذاالإحتلال هوموقع الجزائر الهام والثروات التي تزخر بها ،ولغرض تنصير الشمال الافريقي تحت مسمى "نقل ينابيع الحضارة والرقي الي البلاد البربرية " .
إن عبدالملك الحوثي وجماعته قاموابإستغلال "الجرعة "ومعاناة الناس "لإحتلال صنعاء" كما استغلت فرنسا "حادثة المروحة " لإحتلال الجزائر ،وللحوثي دوافع حقيقية لايمكن إغفالها لإحتلال "صنعاء " منها نشر المذهب الحوثي على نطاق أوسع ، إسقاط حكومة الوفاق وإفشال ثورة 11فبرايرفي إطاروكالته للنظام السابق وتحالفه معه ، تصفية حساباته مع خصومه السياسين التقليديين ،والأهم من كل ذلك "في حالة لوسقطت العاصمة في يد الحوثيين " ستصبح اليمن "حوثية "وسيعد سقوط صنعاء بمثابة إنقلاب عسكري تحت مسمى " ثورة جديدة لإسقاط الحكومة والجرعة والفساد"على غرار التجربة المصرية ، وهذا الحلم قطعا يراود مخيلة عبد الملك الحوثي منذ أمدا بعيدا ولن يبرح مخيلته أبدا .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها