شمالي.. جنوبي.. أثبتوا لي
جمعتنا فعالية خيرية، وعرف عن نفسه: "من الحراك".
تحدثنا بشجون عن ألم وطن بدأ يضيق بنا جميعاً.
ووُضع دفتر زيارات ليكتب الضيوف انطباعهم عن الفعالية، ورأيت توقيعه "جنوبي"!
أحسست بألم يعتصرني. يا إلهي ما فعلت بنا السياسة! ما فعلت بنا الأطماع.
أهكذا أصبح حال اليمن السعيد! تعتصره العصبية قديمها وحديثها.
كم اشتقنا للوحدة. بلهفة انتظرنا أن نزور العمات والخالات في جنوب الوطن. كم تبادلنا الاتصالات وكلها: متى سنراكم؟! متى سنجرب العيش معاً؟ مهما طحننا الفقر والألم.
أعز صديقاتي –سعاد- أجمل بنات عدن. عندما استقبلتها في صنعاء كانت عيناها تطيران فرحاً بصنعاء، بأهلها في صنعاء، الذين انقطعت عنهم طوال سنوات شبابها. وأتت الوحدة والتقينا، واستقبلتني في عدن.. وآه من عدن.. كم ذبتُ في شواطئها!
أخي.. هل أحكي لك ما عدن بالنسبة لي؟!
ما عدن بالنسبة لي! هي حاضرة الجنوب. الأم. هي المدينة. هي صديقتي وحبيتي سعاد.
لا أتخيل أن أنقطع عن أعزّ صديقة. كم جمعتنا لحظات أمل وألم، فرقتنا مشاغل الدنيا، إلا أنني لا أتصور حياتي من دونها.
والآن، هي جنوبية! وأنا شمالية!
ألا سحقاً للسياسيين. سحقاً للأطماع.
ألا سحقاً لكل مذاهب الدنيا وعصبيات الدنيا! ولكل طائفة أو جماعة هدفها أن تفرقنا، أن تشتتنا.
أخي:
أنت يمني، هل أمد يدي لتصافح أخاً عزيزاً ما إن نجتمع حتى يراد لنا أن نفترق.
إليكم جميعاً:
أثبتوا لي أن لا أرض تجمعنا.. لا تراث.. لا دين.. لا هوية..
لا ألفة تجمعنا..
أثبتوا لي ...