لا للسلاح والمخدرات
البطالة التي أنهكت شباب عدن جعلت مجموعات منهم تهرب من أزمتها إلى بلاوي اخطر منها كالمخدرات والسلاح.. عدن التي لم تكن تعرف أي صنف من أصناف المخدرات وكانت الأسر تحاول فقط إبعاد شبابها عن القات, حتى (الشمة) لم يكن ممكن أن ترى شابا يتعاطاها وموالعتها فقط من كبار السن (الشيوبة) الآن عرفنا شباب المخدرات و(المحببين) الذين يتعاطون الحبوب المخدرة ويحصلون عليها ببساطة من كثير من الصيدليات لصيادلة همهم الكسب وان دمروا شباب البلد, أين قانون الرقابة على الصيدليات.
هناك شباب حاول الهروب من أوضاعه البائسة وقبل بحمل السلاح لأناس يعملون على حشد الشباب وتسليحهم لتنفيذ أهدافهم لا أهداف الشباب الذين يتحولون إلى ضحايا. منذ عرفنا أنفسنا وحمل السلاح بما في ذلك (الجنابي والسكاكين) في عدن ممنوع بحكم القانون وحكم المجتمع الذي يرفض ويستنكر تشكيل مجموعات الشباب المسلحة للقضاء على أمن وأمان محافظة عدن وأهلها. كان السلاح الوحيد المسموح بحمله في المدينة (إذا عد ذلك سلاحا) هي العصا (الباكورة) وهذه تباع في دكاكين مرخص لها رسميا ويشترط القانون وزنا معينا للعصا إذا زاد عن المحدد أصبحت محرمة ويمنع حملها ويعاقب من يرتكب ذلك الفعل. كان الأمن لا يتساهل إذا قامت معركة (مضرابة) بين مجموعتين استعمل فيها العصي فإن الأمن يأخذ الجميع إلى قسم الشرطة ويقوم بإجراءاته لتقديمهم في اقرب وقت إلى القضاء, الآن نسمع طلقات الكلاشنكوف بل وانفجار القنابل أحياناً داخل الأحياء صباحا وظهراً مساء وليلاً وحتى فجراً والأمن يسمع ويشاهد ولا يحرك ساكنا.
حمل السلاح أصبح أسهل من حمل علبة الكبريت في الجيب لإشعال السجائر, الشباب المأزوم يجد في حمل السلاح تعويضاً عما يعانيه... لا عمل ولا أمل... وقد يلقي بهمومه ويحاول نسيانها في ضباب المخدرات, لكن هؤلاء الشباب إذا ما عادوا إلى بيوتهم يجدون أنفسهم قد خالفوا النهج الذي سار عليه أجدادهم ويسير عليه آباؤهم ولا يجدون من هؤلاء الآباء وما بقي من الأجداد إلا الدموع يذرفونها كبداً وقهراً على حياة فلذات أكبادهم ومستقبلهم.
شبابنا الذي لم يجد من الدولة وحكوماتها من يساعدهم ويعينهم على السير في الطريق القويم كان لهم وقفة مع أنفسهم, وفي مطلع شهرنا هذا يونيو أطلق "منتدى شباب المعلا للتغيير" حملة لمدة أسبوع ضد السلاح والمخدرات تحت شعار "المعلا بدون سلاح ومخدرات أجمل" كما نظمت مؤسسة "صناع الحياة في عدن" ورشة تنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في عدن حضرها (60) مشاركاً ومشاركة برعاية منظمات دولية ومؤسسات وجمعيات سياسية وشبابية وهي إحدى حملات التوعية الكبيرة بأضرار المخدرات في عدن.
تحية لشباب عدن ودعوة لشباب الوطن بالابتعاد عن كل ما يسئ لهم ولأهلهم ووطنهم. إنهم بسمتنا وأملنا لمستقبل أفضل.