ليس هذا الاشتراكي الذي أحبه

الحزب الاشتراكي اليمني عبر ما جاء في مقال المحرر السياسي المنشور في صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب، بدا واضحاً في إظهار نفسه واقفاً على مسافة بعيدة من الأحداث التي تعصف بالبلد، بل ويعتقد أن لديه وقتاً مناسباً لتوصيف وتحليل وفلسفة ما جرى ويجري، ومناكفة أحد شركائه الأساسيين في اللقاء المشترك (الإصلاح).

ليس من العدل ان يقرأ الاشتراكي أحداث عمران والجوف، بأنها صراع بين الحوثيين والإصلاحيين، وليس هذا وقت مناسب لتصفية الحسابات القديمة مع حلفاء ٩٤.

كان الحزب الاشتراكي ولا يزال حزباً وازناً، وتجربة سياسية ووطنية وتاريخية، ولكنه لم يعد كتلة صلبة، وتقريباً فقد جزءاً مهما من أرضيته الجغرافية والديمغرافية في المحافظات الجنوبية، وهو أكبر ما يكون عندما يجدد صلته بالمشروع اليمني الوطني الجامع.

     وتأسيساً على ذلك فإن الاشتراكي بصفته أحد الأحزاب الرئيسة المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار أو هكذا يفترض، ينبغي أن يكون أكثر حرصٍ على صياغة مواقفه السياسية انطلاقاً من مخرجات الحوار الوطني، كمرجعية ضرورية للحكم على المهددات الراهنة، وتحديد من هم المعرقلين. وهذا في تقديري مهم للتعبير عن المسئولية السياسية التي يجسدها حزب بحجم الاشتراكي..

لا أبالغ إذا قلت إن ما يستشفه القارئ لما ورد في مقال المحرر السياسي لصحيفة الثوري هو أن الحزب الاشتراكي اليمني بات ، على ما يبدو، أكثر اتصالا بالمشروع السياسي للحراك، وبالتحولات الهامة التي يشهدها هذا المشروع، والذي ربما ترى أطرافه في الصراع ذي الطابع الشمالي أحد الاستحقاقات الضرورية لاستقامة المعادلة التي تحكم العلاقة الراهنة بين الشمال والجنوب، فيما البلد يقف على مشارف الدولة الاتحادية، التي يبدوا أنها تتكرس كحلم أكثر من كونها حقيقة..

أعتقد أن الجميع ماض في لعبة الانتقام وتصفية الحسابات، وممارسة النفاق السياسي (والحرافة) اللفظية، والجميع يتجاهل حقيقة أن الشمال والجنوب ليسا في منأى عن الصراعات التي ستتولد حتماً، من رحم الفقر والجفاف، إذا تمادى الجميع في البعد عن مخرجات الحوار الوطني، وأضاعوا فرصة بناء الدولة اليمنية الاتحادية.