الاصلاح لم يستوعب الدرس بعد
يبدو أن حزب الإصلاح لم يستوعب الدرس الإخوان المسلمين في مصر جيدا، لذلك راح يبني تحالفات جديدة مع الرئيس هادي وتيار الزمرة للاستئثار بالسلطة وتقاسم تركة صالح على حساب ثورة التغيير ومشروع بناء الدولة المدنية الحديثة التي قامت من أجلها ثورة الشباب ونتيجة لجشع السلطة تخلى الاصلاح عن حلفائه في المشترك (الحامل السياسي لثورة التغيير) وذهب يتقاسم السلطة مع حزب المؤتمر والرئيس هادي وكان تحالفه مع الأخير رهان الخاسر في الانقضاض على السلطة في أقرب انتخابات خاصة بعد ان مكنته سياسة المحاصصة من السيطرة على نصف مفاصلها .
مشكلة الإصلاح أنه يعتقد أن ثورة التغيير هي إزاحة صالح وعائلته وإنهاء سيطرة حزبه على كل مفاصل الدولة ليحل هو وكوادر حزبه في مكان صالح وقيادات حزب المؤتمر وهنا تكمن مشكلة الإصلاح بأن قدم نفسه وجه أخر لصالح وحزبه وأكثر سوءا منه ,, ولم يستفيد من درس الإخوان في مصر ومن تجربة تحالفه مع أحزاب المشترك لأكثر من عشر سنوات.
ولم يستطيع تقديم نفسه كحزب سياسي مدني حداثي حامل لتطلعات الشعب في التغيير بسبب تحالفه مع القوى العسكرية والقبلية والدينية التي ظلت تعبث باليمن طيلة خمسة عقود وشكلت جزء رئيسيا من نظام صالح الذي خرج الشعب لاسقاطه مطالبا بالتغيير وبناء الدولة العادلة لكل اليمنيين.. لكن الإصلاح لم يستطيع قراءة المتغيرات الجديدة بفعل الغباء الفطري لقياداته التي لا تستطيع أن تنظر أبعد من شبكة المصالح والمكاسب التي حققتها خلال ثلاثة عقود من حكم صالح فظلت أسيرة الخوف من فقدانها.
مشكلة الاصلاح أنه لم يؤمن ولم يقتنع بعد بأن بناء دولة يمنية مدنية حديثة ضامنة لحقوق كل اليمنيين تمثل قارب نجاة بالنسبة له للحفاظ على كينونتة وبقائه كحزب سياسي في ظل الحرب الإقليمية والدولية على قوى الاسلام السياسي (الإخوان المسلمين) في كل انحاء العالم.
لذلك ذهب لفتح جبهات حروب وصراعات في أكثر من مكان للهروب من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وزرع بؤر التوتر وافتعال الأزمات والحروب مع الحوثيين لعرقلة مخرجات الحوار وبناء الدولة المدنية الحديثة خدمة لمشاريع قوى قبلية وعسكرية ودينية لم يستطيع فك ارتباطه بها والانحياز لقضايا الغالبية العظمى من الشعب اليمني التواق لعملية التغيير , بفعل الحماقة السياسية لقياداته التي صارت اليوم أكثر شوقا لإعادة تحالف حرب صيف 1994م مع حزب المؤتمر بقيادة صالح الذي ظلت تصفه بالمخلوع طيلة الثلاث سنوات الماضية فإن أقدمت على خطوة كهذه فإنها لن تكون سوى انتحار سياسي مجاني .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها